أقلام حرة

صادق السامرائي: العدوانية البشرية!!

البشر لا يختلف في سلوكه العدواني منذ الأزل، فالتأريخ متشابه لدى الأمم والشعوب ومكتوب بمداد العدوانية، التي تُضفى عليها مسميات لتزيينها، وتقديمها على أنها بطولات وفتوحات وإنتصارات عظيمة.

وهي جرائم ضد الإنسانية، يتم إقترافها وفقا لشرع القوة والتوحش والتأسد، وبموجب دوافع ونوازع وإنفلاتات أمّارات السوء الكامنة فيه.

فكلما إمتلك البشر قوة إستخدمها، ليشعر بوجوده ويتحسس وهمَ السيطرة على الحياة، وهو في طريقه لإطعام التراب.

فالذين يلومون غيرهم على ما إقترفه من فظائع بشعة عليهم أن يأتوا بمَن لم يفعل ما فعلوه وأكثر.

قد يقول قائل أن الأديان ربما هذّبت السلوك البشري، وفي جوهرها أسهمت بتسويغ الجرائم المروعة، فكل عدوانية مؤدينة تصاحبها أعمال يندى لها جبين الحجر، لأن الفاعلين يمنحونها معاني إيجابية، ويرمون بالسبب على الرب الذي يعبدون، وبهذا يتبرأون من المسؤولية وعذابات الضمير، فهم ينفذون فقط !!

فكلنا مجرمون، حينما تتفجر براكين العدوانية في أعماقنا، ونمتلك الوسائل اللازمة للتعبير عنها، خصوصا عندما تغيب الروادع ونكون أصحاب القرار.

ولهذا تجد العديد من الذين يتمترسون في كراسي السلطة والحكم، أشد عدوانية مما نتصور، لأن ما فيهم  إنفلت، ولا يوجد مَن يمنعهم من ممارسة رغباتهم وتطلعاتهم المعادية لكل شيئ.

وكلنا في العدوانية سواء، ولا فرق بين البشر، لأن مفردات السلوك العدواني واحدة، وأهدافه ثابتة، وما تغيرت رغم دوران الأرض السرمدي الأزلي الأبدي الإنطلاق!!

***

د. صادق السامرائي

16\3\22

في المثقف اليوم