أقلام حرة

لعنة لكن!!

شقيقة لعنة أكد وأشد وجيعا منها، وطوق نجاة خيباتنا وعجزنا عن الإتيان بما ينفع.

نتحدث بلغة العارفين ونقترح ونرى ونصطنع المشاريع، فتتهاوى في مستقعات "لكن"، فنقول يجب أن نفعل كذا وكذا ..ولكن لن يتحقق ذلك الآن ....ونأتي بقائمة طويلة من المعاذير الخالية من المصداقية والجدية، فنوهم أنفسنا بأننا حاولنا وقدمنا ما يصلح علاجا للقضايا المُثارة والتحديات القائمة.

ويأتي بعد لكن فكر غثيث لا جديد فيه منذ أكثر من قرن.

فالمفكرون والباحثون والدارسون وذوو الأقلام والنخب الثقافية، يدورون في فلك "لكن" ومعطيات ما بعدها التي تختصرها كلمتان "الدين والتراث"، فكأننا لوحدنا أصحاب دين وتراث،  أما السبب الحقيقي لتعويق مسيرة الأجيال فلا يجرؤ أحد على الإقتراب منه، وخلاصته كلمة واحدة  "الكرسي".

فالأمة جوهر مصائبها في الكرسي بكل ما يرمز إليه ويعنيه، لأنه مملوك للآخرين الطامعين بالبلاد والعباد،  ويجلس عليه مَن يقوم بدور تنفيذ الأوامر، وإنجاز الأجندات، ولكلٍ مشاريع ينجزها على قدر ما يستطيعه، وبعدها يُرمى في سلال المهملات.

نعم علة الأمة في الكرسي، وبدون "لكن" علينا أن نحرره من قبضة الآخرين، ونضع عليه تاج الوطنية والإخلاص للوطن والمواطنين.

الكرسي فاسد أجير، ويبدو بأقنعة مضللة خادعة متغيرة، وفقا لما يخدم المصالح والمشاريع العلنية والخفية.

وليس من الموضوعية والمصداقية، تجاهل دور الكرسي في دمار الأمة، ونهرب إلى الدين والتراث، وهما العاملان المنيران الوحيدان في مسيرتها، ونجتهد في الإنقلاب عليهما وتحويلهما إلى معوقات وتراكمات تعثِّرنا ببعضنا!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم