أقلام حرة

العقلي والنفسي والوصمة المرضية!!

المرض العقلي في الوعي الجمعي يمثل الجنون أو الخَبَل!!

والمرض النفسي يشير إلى الضعف والخَذَل!!

وهما توصيفان مرفوضان في مجتمعاتنا على مرّ العصور، فالجنون والجبن، صفتان مذمومتان في الثقافة المجتمعية عندنا وفي مجتمعات غيرنا.

وتمتلكان قوتهما في واقعنا، لأننا - كما نرى - من المجتمعات المؤمنة، التي من المفترض أن يكون فيها لطاقة الإيمان دورها الشافي، وللقرآن تأثيره المعافي، ولهذا تقرن الأمراض النفسية بقلة الإيمان.

فالبشرية لا تزال بعيدة عن إعتبار الدماغ عضو من أعضاء الجسم، كالكبد والبنكرياس والقلب وغيرها، وله وظائفه وعلله التي تصيب غيره من الأعضاء.

وأي حالة يعاني منها البدن سيكون لها تأثير مباشر أو غير مباشر عليه، والدماغ السليم يقوم بوظائفه على ما يرام، ويصنع عقلا سليما، ولهذا قيل "العقل السليم في الجسم السليم".

إن الفهم المعاصر المتطور لما تضمه الجمجمة من عضو رئيسي ومهيمن على باقي الأعضاء، ربما سيغير الإقتراب من الأمراض العقلية والنفسية.

أما إذا بقي الدماغ مجهولا، ومعارفنا قليلة عنه، فأن ما نجهله نصمه بما يحلو لنا، لإيهام أنفسنا بالمعرفة.

فالأمراض النفسية لصعوبة فهمها، إقترنت بالشعوذة والسحر والخرافات والأساطير، والحكايات العجيبة الغريبة .

ويبدو أن القرن الحادي والعشرين، سيكشف الكثير من أسرار الدماغ وعندها ستنتهي عصور الوصمة، وسيتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وإن العلم نور.

ولسوف يعقلون..

ولسوف يدركون ...ونفس وما سواها

وتلك من غوامض الإبداع الخلقي العظيم!!

***

د. صادق السامرائي 

في المثقف اليوم