أقلام حرة

عندما تغيب القيم!

عندما تغيب القيم المجتمعية النبيلة تسود المجتمع الظواهر السلبية المدمرة، ويجتاحه العنف والكذب والنفاق والانفلات والانحلال الأخلاقي، ويزداد التفكك الأسري والانفصال بين الأزواج، ويصبح المحظور مباحًا، وتحكم العلاقات الإنسانية المصلحة الشخصية وليس العامة، وهذا ما يسم مجتمعنا العربي في العقد الأخير.

وفي الحقيقة أن الوضع الاجتماعي أصبح مقلقًا ومؤرقًا جدًا، والحياة في ظل الأخلاق المتدنية وغياب القيم النبيلة أصبحت مملة وفاترة وحالكة، ما يتسبب في تنشئة جيل شبابي ضائع بدون هوية وقيم، والأخلاق هي التي تؤثر على سلوك شخصية الفرد، وبها ترتقي الشعوب والأمم والمجتمعات الحضارية.

وعليه، فإننا نحتاج إلى صياغة مفاهيمنا وأفكارنا من جديد، وإعادة منظومة القيم والأخلاق لمجتمعنا، واستعادة العادات الاجتماعية الأصيلة، الشهامة والنخوة والمروءة ونكران الذات والعطاء بلا مقابل، وتعزيز الانتماء والولاء للوطن والمجتمع، وهذا يتطلب تضافر جهود الخيرين من أبناء مجتمعنا، العيون الساهرة على مستقبله، فضلًا عن المؤسسات التعليمية، ورجالات الدين وأئمة المساجد، ومؤسسات المجتمع المدني، والقوى الأهلية والسياسية، بهدف تعميق الوعي وتكثيف البرامج الارشادية، ونبذ العنف ومحاربة الجريمة وكل المظاهر السلبية والعصبيات القبلية والعائلية، والعمل على بناء الشخصية الاجتماعية القويمة والحقيقية لشبابنا وأجيالنا الصاعدة والقادمة.

***

بقلم: شاكر فريد حسن 

في المثقف اليوم