أقلام حرة

سوزان دبيني الشاعرة الرقيقة

وصف الشاعر الشعبي الأستاذ سعود الأسدي قصائدها كحبة البلوط المشوية، لها طعمها الخاص ونكهتها المميزة. وقال عنها الأديب والشاعر الراحل البروفيسور فاروق مواسي:" قصائدها حبيّة قصيرة كالومضات المدهشة، تطرق باب الوجدان بالرقة الأنثوية الغارقة في الاحتواء والعابقة بالاحتواء والمجاهرة بالاحتواء، وغريقة بالوجد والمؤانسة".

أما الأديب الدكتور محمود عباسي فقال:" بشخصيتها المميزة واسلوبها اللبق تفرض عليك احترامها وتجذبك اليها وتشد انتباهك لكل همسة او كلمة تخرج من شفتيها.. فهي سريعة البديهة ومحاورة بارعة واذاعية لامعة. فلا عجب انها شاعرة مبدعة بالفطرة.. ذات كلمات رائعة جبرانية مرهفة.. نحن نفتقدها ونتفقدها كثيرا هذه الأيام".

بينما الكاتب زهير دعيم قال فيها: " إنّها مّي زِيادة الجليل، هذه التي أخذت من أرز لُبنان وصِنّينه خِصالًا، ومن قُدسية الناصرة والجليل مزايا، فرندحت على جبين المجدِ مرّةً ورنّمت فوق رُبى الأثير مرّات".

هذه هي الشاعرة الناعمة الرقيقة والإعلامية البارزة صاحبة الصوت الشجي سوزان دبيني، النصراوية الولادة والهوى والإقامة، التي ولجت عالم الشعر بكل ثقة منذ زمن بعيد، ونشرت قصائدها في عدد من الصحف والمجلات المحلية، واتحفتنا حتى الآن بثلاث دواوين شعرية، هي: "عندما تضمني إليك، أيقونة الحُبّ، قارئة الفنجان"، ولها ديوان آخر ناجز بعنوان "دفاتر القمر".

سوزان دبيني شاعرة رومانسية حالمة شفافة رهيفة الحس، مسكونة بصفاء السريرة والوجدان، تغمس حروفها في روحها وتطلق سراح الكلمات عطرًا، تناجي الروح فتثملها بالبوح. قصائدها وخواطرها الشعرية مترعة بالحب والدفء والعاطفة الجياشة، وزاخرة بالمعاني المكثفة العميقة والصور الشعرية الجميلة الطافحة بالاستعارات والأوصاف والتشبيهات والتعابير البلاغية والجمل المتسربلة بالسحر والجمال والاحساس المبهر.

إنها تكتب بكل العفوية والتلقائية، وفي مناخاتها الشعرية التأملية والتعبيرية تأخذنا إلى عالم الحب والرومانسية وأحوال الجسد بعد الاشتياق والحنين، بلغة مرهفة وجريئة، تتميز بالسلاسة والانسياب وتنفرد باختيار كلماتها ومفرداتها والفاظها وموضوعاتها التي تنسجها وتحيكها بخصوصية أسلوبها الرقيق الجميل الذي يدغدغ المشاعر، لنسمعها تقول: 

إقرأنِي حبيبي كما   تشَاءْ

من أعلى إلى أسفل  

 من أسفل إلى أعلى   

 إقرأني من   أيِّ  زاويةٍ  ُتريدُ  

إقرأني بأيَّةِ   لغةٍ   تريدُ 

 فأنا قصيدة ٌ بل حروف

 بلا أوزان بلا قوافٍ   

أنا قصيدة ٌ لا   تقرأها إلا َّ 

 عيناك

سوزان دبيني شاعرة الحب المتفرد الغارقة في الرومانسية وانفجار النفس الحالمة بالعشق المستحيل المشتعل قي ضباب المسافات، والرغبة الجامحة في الانفلات من أسر الزمان والمكان بحثًا عن الحرية في الربيع الساحر بالصفاء والأمل والجمال، وفي أشعارها تبدو مشحونة بالحب إلى أبعد مدى، وتقدم لنا مشاهد وصورًا واخيلة غاية في الدهشة والسمو والجاذبية الانثوية، وتمتلك الجرأة بالبوح عن مشاعرها ومناجاة الحبيب.

فأجمل تحية للصديقة الشاعرة سوزان دبيني، وننتظر منها ما هو رائع وبديع من نصوص شعرية جديدة، بعد أن سرقتها الإذاعة من بحار الشعر والأبداع.

***

بقلم: شاكر فريد حسن  

في المثقف اليوم