أقلام حرة

فشل السياسة تنتج الحروب والفوضى

حين تفشل السياسة، تكون الحروب هي البديل، والمفارقة أن الحروب تعود إلى حضن السياسة كي تجد نهاية للحرب أو مخرجاً تتميز بشكل عام بالعنف والتطرف و الفوضى الاجتماعية ومحاولة إلحاق الدمار الاقتصادي بين الأطراف المتنازعة، منها.،والحرب:" هو نزاع مسلح تبادلي بين دولتين أو أكثر من الكيانات غير المنسجمة، حيث الهدف منها هو إعادة تنظيم الجغرافية السياسية للحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكل ذاتي ، باستخدام العنف المسلح المنظم بٌين الجماعات االانسانٌية، و تعرف بأنها الوسٌلة الاكثر قسرا لتحقٌيق أهدافها". وٌعرفها العالم الالماني كالوزفٌتز بإنها: الاستمرار بالسٌياسة ولكن بوسائل أخرى، ولم تعد اثارها محدودة النطاق، اواستثنا ء في الاهداف وليس كل استخدام محدود للقوة ٌيعتبر حرب والحرب بالمعنى المادي قديمة التاريخ، وباتت  لا تميز بين حرب واخر و بٌين هدف دون أخر، بل أصبح الشعوب كلها أهدافا فًي الحروب، وأصبح نطاقها أوسع بكثٌير، وباتت الدول تجند كافة امكانٌاتها المادٌة والتكنولوجٌية الحدٌيثة، وأصبحت هجمات الحرب إخضاع نفسي للمقابل، واضعافه قبل المواجهة المسلحة، أسباب الحروب الاساسية يمكن من ان نجمعها في مايلي: البشر عنيفين و عدوانيين بشكل طبيعي، مما يجعل حدوث الحرب أمراً لا مفر منه ، النزاعات على الموارد غالباً تؤدي إلى الحرب، بعض الأنظمة تكون أكثر ميلاً لشن الحروب وتكون عدوانية،والقليل من الدول تتدخل في بعض الأحيان من أجل تحقيق السلام وترسل قوات عسكرية إلى دولة أخرى لتكون كـقوات حفظ للسلام ،بعض المعتقدات السياسية اسست على هذا الاساس وتفضل و تؤيد الحرب أكثر،ولا شك بعد انتهاء الحروب يظهر دور القادة من سياسيين وعسكريين في إشعال الحروب والتحريض عليها نظراٍ لما يتحقق لهم في أجواء الحرب من تمجيد وتقدير من قبل شعوبهم فضلاٍ عن غض النظر عن تجاوزاتهم وسلبياتهم كما أنها (الحرب) تمنح الفرصة للمجرمين لممارسة نشاطهم. ولكن الخطير في الأمر أن المغلوب في السياسة والحرب يصير مولعاً بتقليد الغالب، وسر ذلك أن المغلوب يفقد ثقته بنفسه، ويحيل هزيمته إلى ضعفه في معتقده وسلوكه، فيبدأ بجلد ذاته، ثم يتخلى عن هويتها، وينتحل هوية الغالب، ويصير مقلداً له، حتى يذوب في كيانه..مظاهر جميع الحروب وآثارها تكاد تكون متطابقة في كل مكان وذلك لأن الحرب تولد (ثقافة خاصة) منها المظاهر والآثار غير الأخلاقية التي تواكب اندلاع الحروب وتعقبها منها عمليات (التهجير) بما يترتب عليها من مآسُ وجرائم ونشوب طبقة من المجرمين الذين يستغلون ظروف الحرب ليقوموا بعمليات سلب ونهب وتهريب مخدرات وتسهيل دعارة وغيرها من الأنشطة التي تدمر أخلاقيات الشعوب مما يؤدي إلى حالة من (الانهيار الروحي) كما أن الجنود الذين يقتلون الأبرياء في الحروب يدفعون ثمناٍ عاطفياٍ ونفسياٍ كبيراٍ بعد انتهاء الحرب وعودتهم إلى المجتمع المدني تهيمن بها على كل الثقافات وتؤثر بها على السلوك البشري الذي يصل إلى مستوى الحضيض بين طرفي الحرب اللذين تجرعا (مخدر الحرب) فتصبح على درجة واحدة من الهمجية والوحشية والعدوانية،تتدهورالاوضاع في اتجاهات أكثر حدة وسرعة، وتتجاوز سمة عدم الاستقرار إلى مستوى من التفكك الذي قد يصل إلى فوضى حقيقية، وأول ملامح التهديدات فوق التقليدية تبدو في حقيقة وجود وقت متصدع بشدة وتحت التشكيل. وتحمل الأحداث شهادة واقعية على حجم التصدعات وقوتها التي تحفر عميقا في الجغرافيا السياسية وتشكيلاتها الاجتماعية والثقافية، وفي وسط التصدع توجد بقايا نظام ضعيف ومترهل قابل للقسمة والتقاسم بين كل الفرقاء.

***

عبد الخالق الفلاح

في المثقف اليوم