أقلام حرة

لا لتحويل لوحات السيارة إلى الإنكليزية، لا لأمركة البيئة العراقية!

علاء اللاميتبديل لوحات السيارات في العراق إلى الإنكليزية وإقصاء العربية، بدلا من النظام مزدوج اللغة في الدول العربية خطوة خطرة على طريق أمركة البيئة المجتمعية العراقية وتحويل العراق إلى مستعمرة أميركية دائمة: منذ احتلال العراق جرت محاولات محمومة لضرب هوية العراق العربية ولغته وتقاليده وثقافته المحلية بهدف "أَمْرَكَة" البيئة العراقية والتي تشمل أسماء الشوارع والمؤسسات والعلامة والشعارات التي يحملها رجال الشرطة وبعض أفراد الأجهزة الأمنية كما يظهر في الصور المرفقة (صور لسيارات الشركة وجهاز التدخل السريع وعناصر مكافحة الإرهاب وهي باللغة الإنكليزية فقط). كما تم تغيير لوحات السيارات إلى النظام الألماني في البداية قبل بضعة سنوات، وقبل أن يتم إنجاز هذا النظام الألماني بنسبة 100 بالمئة يأتي قرار مديرية المرور العامة الجديد ليعلن قرب الانتهاء من تبديل النظام إلى نظام آخر هو الإنكليزي، فماذا عن هذا النظام؟

ضمن أجواء التخبط الإداري والسياسي التي يعيشها نظام المحاصصة الطائفية والعرقية التابع في العراق، صدر اليوم قرار عن مديرية المرور العامة بتحويل لوحات السيارات في العراق من النظام الألماني إلى الإنكليزي وأن المديرية أنجزت 95 بالمائة من هذا المشروع. صيغة الخبر متذاكية فالمقصود ليس تغيير النظام من العالمي "القيادة على جهة اليمين" إلى الإنكليزي "على جهة اليسار"، بل تغيير أرقام السيارات لتكون بالحروف الإنكليزية وتم بموجبه تحويل أسماء المحافظات إلى كود من حروف إنكليزية وأرقام. عربية قبل أن يتم الانتقال إلى هذه الأرقام من الأرقام الهندية المستعملة في العراق. وتقول مصادر مطلعة أن هذا المشروع قد كلف عشرات وربما مئات الملايين فأصبح باباً من أبواب الفساد ونهب المال العام.

ويتساءل البعض حتى من داخل مؤسسات النظام "إذا كانت إجازات السوق الموحدة لم تستكمل، ومشروع النظام الألماني لم يكتمل بنسبة 100% بعد، فلِمَ العجلة في موضوع التبديل إلى النظام الإنكليزي"؟

إن مشروع تبديل لوحات السيارات في العراق إلى نظام حديث ومتطور يلبي الحاجة إلى ربط نظام المواصلات والاتصالات في العراق بأنظمة الاتصالات الحديثة كالأقمار الاصطناعية مطلب مهم وضروري، ولكن هل توقيته مناسب في وقت يتخبط فيه المواطنون بين مختلف الأزمات والتناقضات وفي ظل تخلف وانهيار البنية التحتية الخدماتية في وطن أصبح خربة بكل معنى الكلمة؟ وعلى افتراض أنه مناسب، فهل من شروط إنجازه إقصاء اللغة الوطنية في العراق أي اللغة العربية وتغريب وأمركة البيئة الاجتماعية والثقافية العراقية؟ لماذا لا يعتمد النظام مزدوج اللغة أي باللغتين العربية والإنكليزية كما فعلت دول عربية أخرى كمصر وسوريا والسعودية والكويت والجزائر / صور للوحات سيارات من هذه الدول مرفقة بالمقالة.

إن الإصرار على تنفيذ مشروع جعل لوحات السيارات في العراق بالحروف الإنكليزية فقط مشبوه وخطر وينطوي على أهداف إجرامية ضمن مشروع الهيمنة الغربية الأميركية على العراق ومحو ثقافته المحلية ولغة الوطنية لاستكمال مشروع القضاء على هويته الحضارية العربية واستبدالها بهوية عولمية عدمية فارغة من المضمون، وهو المشروع الذي وضع حلفاء الاحتلال الطائفيون أساسه في دستور بريمر العدمي الملغوم ولهذا ينبغي رفضه ومقاومته.

لا لمحو الهوية العراقية وأمركة بيئتها الاجتماعية العريقة.

***

علاء اللامي

...................... 

1- رابط الخبر: تبديل لوحات تسجيل المركبات من الألماني إلى الإنكليزي

https://www.sotaliraq.com/2021/10/22/%D8%AA%D8%A8%D8%AF%D9%8A%D9%84-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D9%83%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%85%D8%A7%D9%86/

2- قريبا ...لوحات ترقيم السيارات بحروف عربية في الجزائر

https://www.assawt.net/2018/04/%D9%82%D8%B1%D9%8A%D8%A8%D8%A7-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%B1%D9%82%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%88%D9%81-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A/

في المثقف اليوم