أقلام حرة

البدن والروح!!

صادق السامرائيمن النادر أن تتوافق قدرات البدن مع طاقات الروح، وما أن يتحقق ذلك حتى يكون المكون الناجم عن التفاعل متميزا وخارقا.

فالسائد عندما تبلغ غرادة الروح ذروتهاتجد بدنها قد تهاوى وذوى.

وفي سالف الأزمان كان التوافق نادرا جدا، ولا تفوز به البشرية إلا يسن قرن وقرن وربما أكثر، لقلة عدد البشر، وتفشي الأمراض والأوبئة وصعوبات العيش.

وفي الزمن المعاصر الذي تكاثر فيه البشر لأعدادٍ لم تخطر على بال الأرض، ظهر عدد من الأشخاص الذين توافقت طاقات ارواحهم مع إرادات أبدانهم، فانطلقوا في مشاريع نقلت البشرية إلى آفاق علوية خارقة.

وهؤلاء الشخاص لا مثيل لهم في التأريخ، لما وفره لهم العصر من أدوات وقدرات تنفيذية  وإنجازية لتطلعاتهم، التي تحسب عند معظم الناس على أنها ما وراء الخيال، لكنهم جعلوا الواقع اليومي أغرب من أبعد خيال ناشط في القرن العشرين.

ففي الربع الأول من القرن الحادي والعشرين برزت آليات تفاعلية خارقة وتواصلات بين البشر غير مسبوقة، وتسيدت على السلوك وتمكنت من إستعباد سكان الأرض، بأدواتها الفاعلة فيهم والموجهة لمسيرة أيامهم.

إن المتعارف عليه عبر الأجيال أن الأرواح تنضج في أوعية بدنية تالفة لا تستطيع مباراتها، فتحدث بريقا وتغيب بعد أن يأوي البدن في التراب.

فالأرواح لا تنضج وتكتمل في أبدان غضة طرية، لكنها نضجت في العديد من الأبدان الطالعة للحياة.

فتجدنا أمام أبدان شابة ترفع رايات الروح الناضجة المقدامة القادرة على الإتيان بالأصيل.

ويبدو أن العقود القادمات، إذا إستمرت عجلة الدنيا بدورانها المنسجم، ستأتينا بما يمكن تسميته بالخوارق من المعطيات، لأن الأرواح تنامت وتألقت في أبدان قوية متوثبة ذات قدرات إنجازية عالية.

وهكذا سيبدو تأريخ البشرية على غير ما عهدناه، وستتكشف حقائق الأمور وآليات إستحضار ما نسميه غيبا أو ماضيا.

فالأرض موسوعة حية مدون فيها ما حصل على ظهرها، وبدقة متناهية!!

فهل سنعيش زماناً كُشف الغطاء فيه؟!!

أراه قريبا إن لم تنتحر الدنيا ويطغى الفناء!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم