أقلام حرة

الأقلام الذبابية!!

صادق السامرائيالذباب مذموم، وهذه الأقلام مذمومة!!

الذباب يتزاحم على العسل، والأقلام تكتب بمداد العسل الذي تنهل منه!!

وعسلها الكراسي وذوي السلطة والقوة من الذين إستحوذوا على المال العام، فسخروهم لتبرير فواحشهم وجورهم، وإمعانهم بالفساد والإفساد.

وما أكثر الأقلام الذبابية في كل عصر وزمان.

فهي التي تدون الأكاذيب، وتسوِّق الإفتراءات، وتقدّس الجالسين على الكراسي، وتخرجهم من آدميتهم، وتضفي عليهم ما ليس فيهم، لإستدرارهم والحصول على المال والمكرمات منهم.

ومن الأمثلة المعروفة الشعراء المداحون الكذابون، الذين يصورون الممدوحين وكأنهم من عوالم أخرى وفوق البشر وبهذا يتكسبون.

وذات النهج قائم في مجتمعاتنا، في زمن النشر السريع، إذ تجد العديد من الأقلام التي يتصرف أصحابها وكأنهم مرتزقة، يبحثون عن أوعية العسل ليتسابقوا نحوها، ويلعقوا منها ما يستطيعون، فالأقلام ملاعقهم التي بواسطتها ينهلون من عسل الكراسي والسلطة، وهم فرحون ومتأسدون بما يكسبون.

فعن أي حقائق وصدق يتحدث المتوهمون؟

ولماذا تعادون الكراسي وهي من صنع ذوي الأقلام؟

فالشعوب تلد أنظمة حكمها، وترسخها بسلوكها، وتعززها بأقلامها، وتوهمها بأنها على حق، وتستلطف مظالمها، وتسعد بفسادها، وإن فعلت فأنها تترجم سلوك " قلوبنا معك ولساننا عليك"، لإشاعة الوهم وتضليل الناس وتخديرهم، وتدجينهم، وبرمجتهم، وصناعة آرائهم ومواقفهم المؤيدة في جوهرها لما يحصل للبلاد والعباد.

فالأقلام الذبابية تنفذ السموم، الذي نحسبه عسلا وترياقا للوجيع والهموم، وتدس الأوهام بالعسل الزقوم، ويا ويل الشعوب التي تأنس بالذباب المذموم!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم