أقلام حرة

مهزلة وسط تشييع الراحل مظفر النواب

ابتهال العربيرأيت فيديو بثته وكالة إعلامية عراقية وكذلك أرسل لي بعض الأصدقاء تصوير واقعي مثلما يقال باللغة الدارجة "حي"، لتشييع الشاعر العراقي الكبير الراحل مظفر النواب.

وشعرت بالأسف والعجب لما شاهدته من تصرف أحمق من قبل بعض المشيِّعين لهذا الجثمان الذي يعود لشخصية معروفة و فاضلة وشجاعة، لذا كان من الجدير بنا كجمهور عراقي نعرف الأصول وكرامة مراسم التشييع لأي متوفي خاصة عندما تكون مراسم شاعر وشخص نحمل له المحبة والتقدير، وهذا التقدير يجب أن ينعكس في العمل و الفعل و "من عمل منكم عملاً فليتقنه"، لكن فوجئنا بفعل يمكن أن نَصفهُ بالأحمق لبعض الأشخاص الذين سلبوا إحترام وهيبة هذا التشييع فلا المكان والزمان مناسبان.. و ماحدث ليس إلا تشويش على كرامة وجمالية المراسم فقط ... ذلك لأن المناسبة لاتحتمل هذه الصرخات في وجوه السياسيين لسببين أولهما فقدان قيمة التشييع وإحداث فوضى وثانيهما لن يهتم أي سياسي لأي هجوم أو صرخات متعالية لأن الصراخ الفوضوي وبدون داعي لن يحقق نتائج مطلوبة لأنه سيكون " إفعل من دون أن تعلم" وهذا مثل القول العراقي المعروف الذي يقول: تنفخ بجِربة مخرومة"، هذا الكلام ليس إنتقاصاً من هؤلاء الأشخاص بل رأي وإنتقاد لابد أن نوجهه لكي "نعلم مانفعل" في المشاركات الشعبية التي يحضرها الإعلام والمثقف والشعب والحكومة، إن الهجوم على الموكب الحكومي لن ينَحي فلان أو غيره من الحكم أو السلطة لأننا سنكون مثل الذي يقال له: إذهب وأصرخ دون وعي ولن تكسب ثورتك ولن تجني من صراخك"، بإستنثاء الهجومات التي تكون مخططة ومدروسة تتعالى من أفواه الشعب نفسه وفي الأغلب تحقق فاعليتها .

في النهاية وداعاً مظفر النواب.. مارحل هو الجثمان ومابقيَ هو الإسم فالأسماء لاتموت تبقى مع أثرها .

***

ابتهال العربي

في المثقف اليوم