أقلام حرة

الويل لمن باع دينه لدنيا غيره

كتب ابو جعفر الدوانيقي الى الامام الصادق عليه السلام يطلب منه الصحبة لكي ينصحه، فأجابه (عليه السلام): «من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك»

الاسطوانة المشروخة والمتهرئة القائلة لماذا المرجعية صامتة ما عادت منها جدوى ومن يتمسك بها فهو متهرئ اكثر منها، ولست بصدد الدفاع عن المرجعية او انتقاد من يتهجم على المرجعية فالمرجعية خطاباتها وبياناتها ولقاءاتها تلجم افواه الخراصين، ومنذ ان اغلقت بابها بوجه السياسيين وهي تكون قد استنفذت كل نصائحها واليوم من يطالبها بالنصيحة نساله سؤالين، هل الوجوه السياسية اليوم غير تلك التي كانت قبل عشر سنوات؟ والسؤال الاخر هل حدثت ازمة جديدة لم تتطرق لها المرجعية او تحذر منها قبل وقوعها؟ فاذا الوجوه هي هي ومشاكلهم هي هي وهم من لا يلتزم بما اقروه هم وقانونهم له ضوابط بخصوص الفترة الدستورية لتشكيل الحكومة بعد اعلان النتائج وهم من ضربوها عرض الحائط وهم من ولاءاتهم لدول الجوار خاضعة حيث يستلمون منهم التعليمات والسيد السيستاني ولاؤه للعراق ويريد  للعراق حر وخاضع للعراقيين فقط .

الطبقة السياسية هي بعينها الدوانيقي فانهم متكالبون على الدنيا وما عند المرجعية ينبذ الدنيا عندما تكون كلها ظلم وجور على حساب الفقراء

وفي الوقت الذي كان للمرجعية دورها في النصح كان من يتهمها بالتدخل والتعنصر، وعندما اغلقت بابها ايضا اتهموها بانها تتدخل خلف الكواليس واتهموا نجل السيد بذلك، واخيرا يقولون لماذا المرجعية لم تتدخل.

ازمات تصنعونها انتم لجشعكم وتبعيتكم لاجندة خارجية وهذه الامور لا تتدفق ونصيحة الحكيم .

وبالرغم من ذلك فهل هنالك ضامن يؤكد ويضمن ان هذه الوجوه الحاكمة تلتزم بما سيقوله السيد السيستاني؟ فان وجد فهذا يعني ان له سلطة على الطبقة السياسية ويعلم خفاياها، وهذا امر غاية في التناقض لان الضامن من يضمنه؟

هنالك اسئلة ترد الى المرجعية لا تجيب عليها لانها غير مستوفية ضمانة الفائدة او ان لها اثار سلبية وقد تكون مكررة وهذا هو بعينه يشبه موقف المرجعية مما يحدث الان .

ولو حقا تريد الطبقة السياسية النهوض بالعراق فلتراجع ارشيف المرجعية منذ سقوط  الطاغية والى الان وقراءة مفردات الخطابات وتشخيصها بدقة على ما يحدث اليوم وستجد الاجابة وما عليها الا الالتزام .

الحلول ليست صعبة انها بحاجة الى ضمير حي ونكران الذات وخشية الله عز وجل وهذه المفردات ان توفرت فالمرجعية حاضرة للنصيحة.

***

سامي جواد كاظم

 

في المثقف اليوم