أقلام حرة

اين اختفى حمارنا الوطني؟

راضي المترفيقبل سنوات وتحديدا في عام ٢٠٠٩ بعد أن فتك مرض جنون البقر بخنازير أمريكا اللاتينية كتبت مقالا في صحيفة كنت اتراس تحريرها بعنوان (حفاظا على حمارنا الوطني) حذرت فيه من اختفاء الحمير التي تحمل الهوية الوطنية كما يصنف علماء الحيوان لكن بدلا من ان تؤخذ التدابير والاحتياطات للحفاظ على الحمار أثيرت ضجة ضدي واجتمعت هيئة الرئاسة في الجهة التي تصدر عنها الصحفية مرتين واتخذت القرارات التي رأت انها مهمة لكنها أهملت قضية (الحمار) من وجهت نظري وتركت مصيره معلقا بالمؤامرات الإمبريالية والاستعمار وربما بعض دول الشرق الأوسط الجديد وبعض العملاء في الداخل وكانت أولى الضربات الموجهة للحمير استيراد (الستوتة) الذي حولته إلى عاطل عن العمل او متقاعد بلا حقوق وخلت من وجوده مواقع واحياء كثيرة مثل معامل الطابوق وحي طارق وعلاوي جميلة وغيرها وبعض القرى والأرياف وحتى العاب الاطفال في الأعياد الذي كان له حضورا فيها وهكذا اغفلنا قضيته حتى صحونا على خبر مفجع بعد أكثر من عشرة سنوات وهو الاختفاء الكلي للحمير مع تبريرات وتفسيرات غير مقنعة وكلنا يعلم أن حمير البلد لم تغادره لا كرها ولا برغبتها سواء من بوابة طربيل او من بوابات أخرى كما لا يستطيع التنكر بجلد غيره لكن حدة ملاحظة الأستاذ رئيس هيئة النزاهة الأسبق كشفت لنا المستور وبما أن حمارنا الوطني مشهور بالصبر وطول التأمل (الصفنات) فقد اكتشف الأستاذ موسى فرج هذه الصفات عند بعض من يراهم بشكل شبه يومي وبما يملك من خبرة وذكاء في مطاردة الفاسدين بحث بسرية تامة فوجد أن هناك مؤامرة تشترك فيها أمريكا والصين والغرب الكافر وبعض دول الجوار تتلخص في ذبح الحمير وبيع لحومها للمواطنين ليتعلموا الصبر والتأمل (الصفنة) التي امتاز بها المرحوم حمارنا الوطني لتضرب عصفورين بحجر واحد الأول فقدان البلد ثروته الوطنية والثاني ليصبح المواطن أكثر صبرا من المرحوم .

***

راضي المترفي

في المثقف اليوم