أقلام حرة

المشتركات بين الصحفي والبعير

راضي المترفيايها الصحفي ..

صباح الخير

وعيدك مبارك

وكل يوم وانت بعير او بخير فهي لاتفرق كثير

منذ قرن ونصف وشويه انطلقت الصحافة العراقية مع صدور اول صحيفة اسمها (الزوراء) في زمن المرحوم الضرورة (مدحت باشا) والزوراء لمن يريد معرفة معنى المفردة تعني (المنحرفة) واطلقت على بغداد يوم بناها الخليفة الضرورة ابو جعفر المنصور لانحرافها عن القبلة ومنذ مدحت باشا الأول حتى الكاظمي باشا والصحفي لا يختلف عن زميله البعير فذاك يحمل تمرا ويأكل (عاكول) وحتى اذا حمل ذهب او غيره لا يأكل غير (العاكول) وهكذا الصحفي في كل ازمنته يتبنى قضايا المحرومين والمهمشين يأكل (عاكول) يعمل باستقلالية وحيادية تامة (هم ياكل عاكول) يصير بوق للسلطة يأكل في البداية من كبابها الذي كلف العراق عشرة آلاف حمار حسب تصريح ينسب لوزير مختص لفترة معينة وعندما يبوء بغضب الباشا يرجع يأكل (عاكول) واذا كان (عاكول) طيب الذكر البعير نبات بري يقول عنه العشابون .. (اذا لم يكن ذا نفع فهو غير ضار) لكن (عاكول) الصحفي مختلف ومتنوع مرة اعتقال بسبب خبر ومرة موت تحت سرفة دبابة محتل وأخرى برصاص ملثم وثالثة موت بسجن حاكم (وطني) واخرى تهميش من رئيس مؤسسة او تنظيم مهني ومرة طرد بسبب انتماء ديني أو عرقي أو حتى مناطقي لكن (عاكوله) الدائم هو لا يشبه الآخرين فهو موظف دولة وهم موظفين حكومة والفرق بين هؤلاء ان موظف الحكومة يقبض عند راس الشهر راتبا من الحكومة وعند بلوغه الستين من العمر يحال على التقاعد في حين لا يجد الصحفي في راس الشهر او السنة غير (عاكول) الحرمان وحتى ما أطلقوا عليه (المكافأة التشجيعية) راحت بالرجلين ولم يبقى غير (العاكول) اما بخصوص الأراضي السكنية فقد بقي نظراء البعير في بغداد على (الشحن) رغم أن النقيب في دورته الرابعة والأخيرة ولم توزع الا وجبة واحدة في النهروان واظن ان من اختار لهم النهروان كان على قناعة ان صحفيو بغداد من الخوارج .

عموما كل عام والصحفي يأكل عاكول

كل عام والصحفي موظف دولة

كل عام و (العاكول) زاد الصحفي والبعير

***

راضي المترفي

في المثقف اليوم