أقلام حرة

المجتمعات تنجب العلماء!!

صادق السامرائيعدد العلماء يتناسب طرديا مع عدد الناس، أي كلما إزداد عدد الناس تزايد عدد العلماء، وهذا قانون فاعل في مسيرة البشرية، في العصور الخالية كان عدد الناس قليلا وكذلك العلماء، وبإلتمكن من القضاء على الأمراض السارية والمعدية، وزيادة الأعمار، تنامى عدد العلماء وتطورت المعارف بسرعة غير مسبوقة، كما هو الحال بعد منتصف القرن العشرين.

وبسبب الزيادة السكانية والعُمُرية، تحقق في العقود القليلة الماضية ما لم يتحقق بعدة قرون سابقة.

ويبدو أن البشرية لديها نوابغ في كل مكان وزمان، والذي يساهم ببروزهم الظروف البيئية، وقدرة الحفاظ على أمد الحياة.

والظاهرة لها علاقة بالموروثات الجينية، التي تؤسس لكينوناتها، فلا يجوز القول بأن مجتمع ما يخلو من العلماء.

ومن الأمثلة القريبة أن أمريكا والإتحاد السوفياتي سرقوا العلماء الألمان بعد الحرب العالمية الثانية، وإنطلقوا بواسطتهم نحو الفضاء، وأنجزوا ما أنجزوه بإسهاماتهم، وبعد بضعة عقود، أنجبت ألمانيا طوابير علماء في شتى المجالات، أعادوا هيبتها وقوتها العلمية والإقتصادية، فأخذت تصنع  ما تريد.

وأمتنا لديها تأريخ حضاري علمي طويل، أسهم به علماء من شتى الأصول والأجناس تمازجت دماؤهم، وبذروا موروثاتهم في الأعقاب، فالأمة ذاتُ ذخيرة علمية كبيرة، وفي كل جيل جمهرة علماء، على أنظمة الحكم أن ترعاهم وتستثمرهم، لتتفتح قدرراتهم الإبتكارية والتصنيعية اللازمة للقوة والإقتدار الأصيل.

إن القول بنضوب مجتمعاتنا من الطاقات العلمية، التي تعاصر وتتفوق وتؤسس لإنطلاقات كبيرة، أسلوب تضليلي وحرب نفسية تهدف للتخميد والترقيد.

فالأمة غنية بالعلماء وعليها أن ترى ما عندها وتؤمن بنفسها لتكون!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم