أقلام حرة

هل تنفع المقالات؟!!

صادق السامرائيالمقصود بالنفع التأثير في الوعي الجمعي وتشكيل السلوك المتوافق مع المصالح الوطنية.

العديد من الأقلام وعلى مدى عقود كتبت عن التحديات ووضعت المعالجات، ولا تزال تكتب وتنشر وتبحث وتدرس بجدية وإجتهاد، وتطرح رؤاها وتصوراتها عمّا تواجهه مجتمعاتنا، وما فعلت شيئا، ولا زحزحت الخطوات قيد أنملة، فالماء يجري وفقا لإرادة الذين يحفرون المجرى وينطلقون به إلى مصبات الكراسي المرهونة بأسيادها.

الأمة فيها أفذاذ فكر ومعارف وقدرات علاجية أصيلة، ممنوعة من التفاعل مع مراكز القرار في الدولة، لأن النظام السياسي القائم  هدفه تأمين مصالح الطامعين في البلاد، والإستحواذ على ثروات العباد، وحرمانهم من أبسط الحاجات الأساسية، ومصادرة حقوقهم الإنسانية، ما دامت تحقق مصالح الآخرين وتؤمِّن بقاء الوكلاء في الكراسي العتيدة إلى حين.

ومَن لديه تعليل لعدم جدوى ما يُكتب ويُنشر ويُطرح في وسائل الإعلام الأخرى، فليقدم ردّاً مقنعا يفند فيه أي تفسير آخر.

تأملوا محطات التلفزة والمواقع والصحف والمنابر الإعلامية، ستجدونها تشير للسلبيات وتطرح المعالجات، ولا مَن يأخذ بها، أو يتدارسها، ولو أخذتم أي مشكلة قائمة في المجتمع ستكتشفون مئات من ذوي الأقلام قد تناولوها وشرحوها وطرحوا أسبابها ومعالجاتها، وما من إنجاز أو قرار يتوافق مع ما أوضحوه ولو بنسبة ضيلة جدا.

ولا نريد الإشارة للمشاكل المستفحلة المزمنة والتي يمكن حلها ببضعة أشهر، لكنها تُستثمر كوسيلة للحكم وقهر الإرادات الوطنية، ومثلما جرى في سابق العهود من إستغلال المشاكل والتحديات لتأكيد الحكم وتواصله، كذلك يحصل ما يحصل في أي عهدٍ آخر، مما يشير أن الذي يحكم بعض الدول ليس من الذين يعملون لتأمين مصالحها، وإنما من مواصفات الجلوس على الكراسي تحقيق أهداف ومشاريع الأسياد القابضين على مصير البلاد والعباد.

تلك حقائق مؤلمة تبرهنها الأدلة العملية الدامغة، مما يجعل ما تكتبه الأقلام وتدونه المقالات، بلا دور في الحياة الوطنية في بلدان الأمة، فالمواقع ووسائل الإعلام منافذ ترويحية بإسم الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأي، فما قيمة التعبير الخالي من الجدوى والتأثير؟

فهل لنا أن نكسر أقلامنا ونستريح من الهذيان فوق السطور، فما عاد للكلام معنى وأثر؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم