أقلام حرة

صمت التحدي

عقيل العبودتعلمت أن الكبرياء يكمن في الصمت الإيجابي الذي يهدف إلى التحدي. وتلك ممارسة ذهنية واعية وطقس روحي تمنح الإنسان فرصة للاصغاء والتأمل. فهي المسار إلى استكشاف التفاصيل الدقيقة للموضوعات، حيث بها يتاح للعقل أن يأخذ طريقه للوقوف عند نقاط التقاطع، والالتقاء لحظة البحث عن حقائق الموضوعات وملابساتها.

وهذا ما أثبته الباحثون، والمتخصصون في الدراسات النفسية في مناهج التطوير والتنمية الذاتية للشخصية، وهو ليس بيت القصيد، كونه من الموضوعات التي تجري دراستها وبحثها.

لكن المهم هو كيف أن الصمت يساهم في تدريب العقل على مواجهة المشاكل التي تعترض الفرد في حياته بغية مواجهتها بثقة فاعلة.

فمثلا تجد أن البعض من الأفراد يذهبون إلى الكلام عندما تواجههم مشكلة معينة، أملا بتخفيف الضغوط النفسية للمواقف والإشكالات التي يواجهونها، بينما تجد أن الصمت يفيد صاحب الأزمة في التفكير عميقا في جذور المشكلة، لعله يجد ما يبرر حدوثها، وقد يكتشف أنها تعد ظاهرة عامة في المجتمع الذي تتسع فيه رقعة الجهل ما يعد حافزا للتصدي لها وعدم السكوت عليها.

لقد وجدت أن هنالك عقبة تحول دون تطور الإنسان سواء في مجال تعامله مع الآخرين، أوفي مجال سعيه العام في الحياة، بما في ذلك عمله الوظيفي، وهذه العقبة تحصل عند مجاراة الغير، وارضائهم وتجاوز الاعتراض على سلوكيات البعض منهم، تلافيا للتصادم، أو الأزمات، أوحفاظا على احترام النفس، بينما تفرض الضرورة مواجهة أي عمل سلبي يقف حائلا أمامنا، بما في ذلك رؤساء العمل، وعدم التردد في إثبات أخطائهم، والاعتراض عليها، تلافيا لتكرارها، وتفاقمها ما يؤدي إلى اتساع رقعة تأثيرها، وهذا ما أسميته (صمت التحدي) أي التفكير العميق والدقيق، لمواجهة المشاكل، والعقبات التي تعترض أعمالنا، ونشاطاتنا اليومية في رحلة تعاملنا اليومي مع الآخرين.

***

عقيل العبود

في المثقف اليوم