أقلام حرة

القانون ليس ورقة وقلم كما يفهمها الطواغيت

فارس حامد عبدالكريمعندما يشرع القانون، وتوضع الأنظمة والتعليمات؛ فإن هناك جملة من المبادئ قانونية العامة، هي خلاصة التجربة البشرية عبر القرون بما صحوبطل، ينبغي مراعاتها.

وهي مبادئ غير مكتوبة أصلاً مستمدة من روح الإنصاف إلا ان الفقه يكاد يجمع على أنها قواعدأساسية وجوهرية لا يمكن ان يخلو منها أي نظام قانوني، بمعنى أنها تكاد تفوق أهميتهاالموضوعية أهمية القواعد المكتوبة.

 ولذلك يصفها مفوض الحكومة الفرنسية ليتورنيه بأنها (مبادئ كبرى)، ويرى الفقيه جان ريفيروانها (تمثل الفلسفة السياسية للأمة).

وهناك مبادئ الشرائع السماوية التي يتحتم مراعاتها وإن كانت الدولة علمانية ودستورها مدني.

ذلك ان تحديها وعدم ومراعاتها يعرض الامن والسكينة الأجتماعية للخطر .

كما ينبغي ان يضمن التشريع ما صح من الأعراف والتقاليد الموروثة فهي تمثل التراث القانونيالإنساني للأمة.

وفوق كل اعتبار ان ان يكون الهدف الأسمى للتشريع هو تحقيق العدل والإنصاف وضمان تكافؤ الفرص وان يكون (القانون هو القانون) وان يحمي الضعيف من القوي كما تعهد بذلك المشرعالعراقي الاول في التاريخ الملك البابلي المهيب *حمورابي في مقدمة مستله التاريخية حينما تعهد بأن شريعته جاءت "لنشر العدل في البلد، وتدمير الأوغاد والأشرار. ولا يجوز أن يقهر القويالضعيف"

***

فارس حامد عبد الكريم

.....................

* الملك البابلي حمورابي ولد في القرن التاسع عشر قبل الميلاد وتوفي عام 1750 قبل الميلاد. حكم بين(1792-1750) ق.م.

في المثقف اليوم