أقلام حرة

الشمسُ عدوَّتُنا!!

صادق السامرائيلولا الشمس لما وجدت الحياة، ولولا العشب لما توفر الطعام، ولولا الماء لإنتفت الموجودات بأنواعها، والتراب وعاء كل شيئ!!

المصريون عبدوا الشمس وأدركوا أهميتها ودورها في الحياة، وأبدعوا روائعهم العمرانية والفكرية والتفاعلية بموجب ما إكتشفوه فيها.

وفي القرن الحادي والعشرين، أدركت البشرية قيمة الشمس وما تكنزه من طاقات، يمكن تحويلها إلى قدرات فاعلة في دفع معطيات الحياة المعاصرة بإضطراد نحو التقدم والرقاء.

ويعد أن إعتدى البشر على أمنا الحاضنة لوجودنا بإستنزاف طاقاتها الدفينة فلوثها، وقسى على بيئتها الراعية للحياة، راح يلوذ بالشمس خوفا على مصيره المحتوم.

واليوم أصبح للطاقة الشمسية دور مهم، وسيكون أساسي في المستقبل للإستثمار في تأمين الكهرباء، وضخ الآلات بما تحتاجه من وقود للعمل النظيف، وراحت العديد من المجتمعات تتسابق نحو إبتكار الوسائل الإستثمارية، القادرة على توفير أكبر طاقة مطلوبة من السمش.

وفي مقدمتها الصين والهند وروسيا والدول الغربية، وعندما وجدت أن التفاعل الأرضي مع الشمس لا يكفيها إنطلقت في تفاعلها الفضائي معها، أي خارج الأرض، فصار الفضاء يزدحم بالخلايا القادرة على تحويل الطاقة الشمسية لأشعة مايكروفية، ونقلها لمستقبلات أرضية تحولها إلى كهرباء، والفكرة أن يكون الإستثمار الشمسي على مدار الساعات، ففوق الأرض يحل الظلام بسبب دوران الأرض حول نفسها.

وعندما نأتي إلى مجتمعاتنا التي تئن من الشمس فأنها تعادي نعمتها، مثلما هو ديدنها في رفس كل نعمة وتحويلها إلى نقمة، وتجدها في المؤخرة، وكأنها خارج عصرها، ومندحسة في أجداث الغوابر الباليات، وتسعى لتدوير عقارب الساعة إلى ما وراء الوراء، فتتشكى وتتظلم وتنوح، وإنجازاتها أحزان ودموع، وويلات وتداعيات وإحترابات عبثية.

بينما المطلوب منها العمل على تحويل الطاقة الشمسية المتوفرة بكثافة عالية إلى طاقة كهربائية، والإشتغناء عن المصادر الأخرى للكهرباء، والمهم أن تبدأ وتضع خطواتها بثبات على الطريق، ومن سار على الدرب وصل.

فهل لنا أن نعمل؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم