أقلام حرة

التطاحن والعراك السياسي على المال والمناصب ومن يستلم مغارة علي بابا

جمعة عبد اللهمصيبة العراق يتنقل من النظام الدكتاتوري العسكري، الى النظام الدكتاتوري الديني والطائفي. وهذا هدف وغايات المحتل، ليس انقاذ العراق من الحكم الدكتاتوري، وتحرير الشعب من قبضته الحديدية، بل غايته تحويل العراق الى دولة فاشلة تعج فيها الفوضى والانفلات، يسوده الاحتقان السياسي والاحتراب الطائفي والانسداد السياسي، على اهمال وحرمان الشعب من خيرات العراق الوفيرة. وفتح المجال للنخبة السياسية الحاكمة ان تعبث بالعراق بالفساد المالي والسياسي، أن تحول العمل السياسي الى وكالة تجارية رابحة تدر الذهب والدولار، والشعب حصته الكاملة من الأزمات والمشاكل، والحياة الخانقة بالمعاناة في الظروف القاسية التي لا تطاق حتى للحيوانات الصحراوية، تنعدم فيها أبسط وسائل الحياة البسيطة، تنعدم فيها ابسط الخدمات العامة، وزيادة أعداد الفقراء في انعدام ايجاد فرص العمل، وتزايد نسبة البطالة الى أعداد كبيرة. والأحزاب الطائفية الحاكمة شطبت الشعب من قاموسها. وكل غاياتها الاستيلاء والاستحواذ على المال والنفوذ بكل أشكال الاحتيال السياسي، تجري كل هذه المهازل بأسم الدين والمذهب والطائفة. والأمور تسير من السيء الى الاسوأ.

فإذا كان النظام الدكتاتوري لا يعترف بالديمقراطية، يعتبرها خيانة وطنية مخالفة للقانون والنظام، أما الأحزاب الطائفية الحاكمة اليوم، تعتبر الديموقراطية كفر والحاد والخروج على الشريعة الإسلامية، وتعتبرها بدعة غربية تلوث عقول الشباب المسلم . وتعودوا على إجراء انتخابات صورية، يخرجون منها كلهم رابحين ومنتصرين وتوزع عليهم الغنائم والمناصب ومراكز النفوذ، لكن هذه المرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، أختلف الامر، أفرزت نتائجها، هناك رابح وهناك خاسر، والخاسر لا يعترف بخسارته في الانتخابات البرلمانية، وعرقل الأمور بانغلاق السياسي ومهدداً بالعواقب الوخيمة على العراق، ومن اجل درء المخاطر الجسيمة التي تحرق الأخضر واليابس، عقدت صفقة بين الرابح والخاسر، هذا يربح السلطة، والرابح يتنازل عن مقاعده البرلمانية مقابل صفقة مالية ( كل عضو برلماني يتنازل عن البرلمان مقابل تعويض مالي 500 مليون دينار، وهي تساوي راتب برلماني واحد لمدة ثماني سنوات ) يعني انتهى المطاف بالخير والسلامة والنعمة على الجميع، الكل رابح، والكل منتصر، الخاسر ربح السلطة، والرابح في الانتخابات ربح المال. أما الشعب ربح الاهمال والحرمان. ربح العواصف الترابية، ربح الأزمة المعيشة الخانقة. ربح انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم في الصيف الساخن والحارق، رغم أنه صرفت على مشكلة الكهرباء 40 مليار دولار. ذهبت الى جيوب الفاسدين وظلت الكهرباء على حالتها المأساوية البائسة. ربح الشعب جفاف الانهار والتلوث والسموم والامراض، والقادم أسوأ وافدح خطورة.......

والله يستر العراق من الجايات !!

***

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم