أقلام حرة

حل الدولتين.. الوهم الذي تسوقه السلطة الفلسطينية وامريكا للفلسطينيين

ميلاد عمر المزوغيزيارته الشرق اوسطية التي تأجلت عديد المرات بسبب الاحداث الدولية وبالأخص الازمة الروسية الاوكرانية، الجولة مخصصة لضمان امن الكيان الصهيوني وادماجه في محيطه العربي الذي اصبح متصهين (الساسة بالطبع وليست الشعوب المغلوبة على امرها)، غالبية الدول العربية وبالأخص الخليجية منها دخلت اتفاقية ابراهام والتطبيع مع الكيان واقامة افضل العلاقات معه في مختلف المجالات.

بايدن لم يلتقي ابي مازن في مقره بل في بيت لحم وخاطبه (لم يتغير التزامي بحل الدولتين كرئيس للولايات المتحدة، هدف حل الدولتين قد يبدو بعيد المنال بسبب القيود التي تفرض على الفلسطينيين). كلام واضح لا لبس فيه من خلال اقامة المستوطنات وانتشارها العشوائي ليتم الربط فيما بينها مستقبلا بمعنى قضم الاراضي ان استمر الاستيطان بوتيرة متسرعة وتصبح البلدات الفلسطينية التي تتبع السلطة محاصرة ومن ثم القضاء عليها.

 أبي مازن من جانبه تمنى على بايدن بان يفتح قنصلية امريكية في القدس الشرقية ورفع منظمة التحرير الفلسطينية من قائمة الارهاب، كيف يقيم بايدن فتصلية لبلاده في القدس الشرقية وسلفه قد اعلن القدس الموحدة عاصمة للكيان، هل الرئيس عباس غبي ام يستغبى وفي كلا الحالتين ينظر اليه الشعب الفلسطيني بانه مساهم في وأد القضية الفلسطينية منذ مجيئه الى السلطة، أما بشان رفع منظمة فتح من قائمة الارهاب، فالمنظمة عملت كل ما في وسعها لإثبات انها لم تعد منظمة تحررية، بل وللأسف منظمة تقتات على المساعدات الغربية، والمنظمة التي تعتبر ذراع السلطة هي من تؤمن حدود الكيان، لقد تخلت المنظمة عن العمل الفدائي منذ ان حذفت من دستورها الكيان الصهيوني كعدو لدود مغتصب للأرض.

امريكا والسلطة الفلسطينية كلاهما يوهم الشعب الفلسطيني بان قيام الدولة الفلسطينية ممكن لكنه بعيد المنال ، انه مجرد سراب، السلطة الفلسطينية وللأسف تقبض الثمن المتمثل في الهبات الرخيصة التي لا تسمن ولا تغني من جوع وتقوم بتوزيعها على كوادرها ، واخرها مبلغ المائة مليون دولار التي تبرع بها بايدن للسلطة الفلسطينية في المجال الصحي، مكافاة للسلطة على ارتمائها في احضان امريكا وتخليها عن الكفاح المسلح ، واعتبار ان امريكا تملك 99% من الحل وفق فرضية السادات، الذي ساهم في انهيار مصر واستبعادها من الصراع العربي الصهيوني.

المؤكد ان غالبية الحكام العرب قد خذلوا الفلسطينيين ولكن ان تكون السلطة اداة لحراسة الكيان وخنجر مسموم في ظهر المقاومين فهذا ما لا يقبل، المقاومون يتلقون المساعدات من دول شقيقة وصديقة ويعيشون حد الكفاف، يوظفون تلك الاموال في سبيل بناء قدرة مسلحة قادرة على الاقل لردع المستعمر تجنبا لقضم المزيد.

قد يكون اقامة كيان فلسطيني صعب في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الامة ولكنه ليس مستحيلا، ولقد عبّد العشرات والمئات من الكوادر الفلسطينية والعربية الطريق الى تحرير الوطن بدمائهم الزكية بعد ان طوروا اسلحة طالت معظم ارجاء فلسطين التاريخية، اعتبرتها السلطة يوما ما عبثية، المجد والخلود للمكافحين من اجل الحرية والذل والعار لمن باع الوطن بثمن بخس.

***

ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم