أقلام حرة

مسؤولنا ومسؤولهم

ثامر الحاج امينتنفرد بلادنا العربية دون غيرها من بلدان المعمورة في ان السلطة فيها مصدر ثراء ووجاهة وتسلط ، حيث  تظهر على المسؤول علامات النعمة الخارقة ومظاهر الثراء الفاحش بعد فترة قصيرة من تسنمه للمسؤولية، وهذا الأمر ليس حديث العهد بل هو حال ظهر عليه المسؤول وكذلك المقرّبين من اصحاب القرار منذ القرن الأول الهجري وبإمكان القارئ العودة الى كتاب الباحث (خليل عبد الكريم 1930ىــ 2002) (شدو الربابة بأحوال مجتمع الصحابة ــ الجزء الثاني) ليتعرف على الأوضاع الاقتصادية للصحابة قبل دخولهم الاسلام وكيف صارت احوالهم بعد ذلك حيث يلقى فيه الضوء على الكثير من التراث المسكوت عنه ، استدرجني لهذا الموضوع ما رأيته اليوم من صورة ناطقة للحياة المترفة التي ينعم بها المسؤول عندنا وهو في السلطة وحتى بعد ما يغادرها ، فقد وقفت على بناية قيد الانشاء تمثل صرحا كبيرا علمت فيما بعد انها منزل لمسؤول من حديثي النعمة وكان بالأمس موظفا بسيطا لا يبدو عليه اية بحبوحة في العيش وبالتالي من الصعب او المستحيل ان يشيد مثل هذا الصرح من رواتب المنصب الجديد ، فالمنزل مشيد على مساحة واسعة وبفخامة تبهر الناظر وظاهر عليه الانفاق الهائل حتى يخيل اليك ان البناية يجري اعدادها مقر لوزارة مهمة في الدولة ، قارنت حال هذا المسؤول مع قرينه في البلدان الأخرى الذي حين يغادر المسؤولية يعود الى ممارسة حياته مواطنا عاديا يرتاد الاماكن العامة ويقف في الطابور للحصول على احتياجاته من السلع حاله حال أي مواطن عادي ويسكن ذات البيت الذي عاش فيه ايام وجوده في المنصب وربما يستخدم وسائل النقل العام لأنه غادر المنصب وهو نظيف اليد ومثالنا على ذلك الرئيس (خوسيه موخيكا) رئيس اوروغواي السابق الذي غادر الرئاسة وعاد الى بيته الريفي البسيط الذي كان يسكنه قبل المسؤولية والى ذات السيارة البسيطة " الفولكس واكن " التي كان يملكها قبل توليه لأرفع منصب في الدولة.

***

ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم