أقلام حرة

مفارقة بين زيارتيّ بايدن وبوتين

سامي ناصر خليفةالأول كانت بين تابعٍ و متبوع..!!

الثاني بين ندٍ وند.

الأول جاء ليُملي شروطه، ومنطق الآخرون السمع والطاعة..!!

الثاني جاء ليناقش ويُحاور ويُنسق.

الأول يجتمع مع أنظمة بلا إرادة..!!

الثاني يجتمع مع مثلائه ونظرائه.

الأول يكتفي بتفعيل مصالح بلاده على حساب مصالح المجتمعين..!!

الثاني يبحث عن تفعيل مصالح مشتركة تجمعه ونظرائه.

الأول يُجبر المجتمعين على التطبيع مع عدوهم رغما عنهم..!!

الثاني يحترم إرادة شركاءه ولا يتدخل في الشؤون الداخلية.

الأول يُشيطن دول ليُبرر تدخله السافر..!!

الثاني يدعو لصداقة وتعايش مع الجميع.

الأول جاء ليبيع الأسلحة..!

الثاني جاء ليشتري.

الأول يضغط لانهيار أسعار النفط والغاز..!!

الثاني يسعى لضمان استمرار ارتفاعها واستقرارها.

الأول جاء ليزيد مشاكل دول المنطقة تعقيداً..!!

الثاني جاء ليساهم في حلها.

الأول رابح وحلفائه خاسرون..!!

الثاني رابح هو وحلفائه.

الأول يسير عكس إرادة شعوب المنطقة..!!

الثاني يسعى لمواكبتها.

الأول جيّرَ لقاءاته لمكاسب انتخابية شخصية لذاته..!!

الثاني جيّر لقاءاته لمكاسب تصب في مصلحة شعبه وشعوب حلفائه.

الأول يتعاطى مع المجتمعين بتكبر وفوقية وتعالي وتجبر..!!

الثاني يتعاطى باحترام ووقار وإجلال.

نقول حقا هي مفارقة تستحق التأمل..

فأين الثرى من الثريا. نعم... أين الثرى من الثريا.

***

 بقلم د.سامي ناصر خليفة

كاتب و أكاديمي كويتي

 

 

في المثقف اليوم