أقلام حرة

تونس.. ماذا بعد الاستفتاء على الدستور

ميلاد عمر المزوغيقبل سنة من الان بدأ العد التنازلي لانهيار منظومة الحكم التي توالت على حكم تونس لعشر سنوات كانت جد سيئة،خذلت الشعب وحرمته من تحقيق احلامه،منظومة فصلها من ركبوا موجة التغيير على مقاساتهم، لم يكترثوا، لمعاناة الشعب، اغتالوا من يعتقدون انهم يقفون حجر عثرة نحو تطلعاتهم، قضاء فاسد لم يسع في الوصول الى الحقيقة ومحاسبة من تدور حولهم الشبهات، اجهزة سرية استخباراتية تعمل في الخفاء،ومجلس نيابي هزيل،تنازع الصلاحيات بين اركان الحكم الثلاثة ادخل البلاد في دوامة الفوضى.

أصبحت حركة النهضة مرتبطة بالخارج ضمن منظومة الاخوان العالمية وادخال البلد في حلف اخواني يحاول زعزعة امن واستقرار دوار الجوار، فكان لزاما على رئيس الجمهورية ان يضطلع بمسؤولياته، فهو المسؤول عن حماية الدستور والشعب ومؤسساته الاخذة في الانهيار، فكانت العملية القيصرية التي قام بها الرئيس سعيد في25 جويلية 2021 يحمل آلام وامال الشعب التونسي، تعود الرمزية الأولى لـ25 جويلية لإعلان قيام الجمهورية التونسية عام 1957 عندما تخلت تونس عن نظام الباي الذي كان سائدا آنذاك، وهو نظام ملكي مرتبط بالدولة العثمانية التي اصبحت رائدة الفكر الاخواني محاولة طمس اللهوية العربية، كما ان اليوم المذكور حدثت به جريمة اغتيال المعارض السياسي محمد البراهمي في مثل هذا اليوم من سنة 2013.من ناحية اخرى فقد ودعت تونس في نفس اليوم من العام 2019 الرئيس الباجي قائد السبسي الذي حاول السير على خطى بورقيبة لكن منظومة الحكم لم تمكنه من ذلك فآثر المهادنة على المواجهة.

عام مضى على تولي الرئيس سعيد زمام تسيير الامور في البلاد بمراسيم استثنائية، ضيقت الخناق على الفاسدين، نعتوه بالديكتاتور والمنقلب على الدستور الذي وضعوه بأنفسهم لتحقيق ماربهم، شجعوا الدول الأجنبية على التدخل في الشأن المحلي التونسي لكنهم لم يفلحوا، ضربات موجعة تلقوها، انهكت قواهم،عواءهم صار معهودا، يبكون على الاطلال،مؤتمراتهم المشبوهة،الاجسام التي انشئوها ولدت ميتة، فالخلاص منهم مطلب شعبي بامتياز.

الانتقال مباشرة من النظام الرئاسي الى النظام البرلماني وتنازع السلطات ادخل البلاد في عديد الانتكاسات التي اثرت سلبا في حياة المواطن.

نسبة المشاركين قليلة لكن الذين صوتوا للدستور فاق كل تصور، هكذا هي الديمقراطية، عليك ان تشارك في العملية وتقول رايك بصراحة اما الغياب والاعتكاف فلا يعني شيئا بل محاولة فاشلة لاستمرار النهج السائد الذي يمثل الفساد بمختلف اشكاله،نهب مقدرات الدولة .

لقد نجح سعيد في ازاحة منظومة الحكم وان على مراحل وهي ما اقتضته الظروف، الاعداد لقانون انتخابي يتم بموجبه انتخاب (موفّى العام الحالي) رئيس للدولة وبرلمان عام وكيانات جهوية تؤسس لنظام غير مركزي تقدم فيه الخدمات للمواطنين حيثما وجدوا، وأنهاء المركزية.

 وفق الدستور الجديد (الذي يبدد مخاوف المشككين) لم تعد هناك امكانية لميلاد ديكتاتور، فالرئيس له حق تولي المنصب فترتين متتاليتين فقط على غرار امريكا.

بسبب ركوب الاخوان موجة التغيير في كل من تونس ومصر، كانت الضرورة الملحة لتغيير المسار والسير قدما نحو بناء المجتمع، نتمنى ان تصاب ليبيا التي ترزح تحت نير الاخوان لأكثر من عقد من الزمن بالعدوى فتلقي بهم جانبا وتتحرر البلاد والعباد.

نتمنى ان تتم محاسبة كل من اجرموا في حق الشعب التونسي وفق منظومة قضاء عادل منصف. هنيئا للشعب التونسي بانتصاره.

***

بقلم: ميلاد عمر المزوغي

 

في المثقف اليوم