أقلام حرة

نريد وزارة للفقراء والمساكين في العراق

عزيز الحافظالان عرفنا تعيين السيد محمد شياع السوداني رئيسا لوزراء العراق...لايهمني يقبلونه أم لا...يهمني أن أنقل له فكرتي! بإستحداث وزارة جديدة غير موجودة في كل قواميس الوزارات العالمية إسمها وزارة الفقراء والمساكين!

أعيد صياغة الفكرة عللّها تتطابق مع رؤية وزارة التخطيط! فليس حذلقةً فكرية، ولاتبحّرا في تيّه الخيال ولاتمنياتُ موتى بجودة الاكفان وتبريد القبور وتدفئتها، إنها خلجات صدق وصرخات بإطوال موجية شتى لاتصل مسامع من يملكون الامر فهو يحتاج لتشريع في مجلس النواب وطرح هذا المشروع على المجلس سينال ؤأدا فوريا حتى بين المكونات المختلفة التوجه السياسي والمتفقة على مكاسبها وامتيازاتها الآ نية والمستقبلية... المقترح الذي أفرزته تجربة ال19 سنة هو تشكيل وزارة عراقية بأسم[ وزارة الفقراء والمساكين] ليس ترفا فكريا التفكرّ والتمعّن في إستحداثها ليس خيالا خصبا لشاعر متمرس أو كاتب خبير..ينتقى الاحزان والالام.. يبحر في اللامعقول و يمخر في عباب بحار الشكوك المتلاطمة من حسن النية بل هو واقع حال يأسر المشهد العراقي ويختصره خير أختصار. لاتخدعني ان هناك في العراق، للفقرمراكزا بحثية؟ نعم هناك مراكزا للاجرام بعثية! لاتخدعني ان مجتمعات المنظّم المدني عفوا منظمات المجتمع المدني وجِدِتْ لِخدمة الناس رغم براقيّة برامجها.. لاتخدعني ان هناك دراسات وبيانات وكيرفات حقيقية للفقر في العراق في كل حارة وحانة! مع قلتهّن وكثرة روادهّن!لاتخدعني ان برامج البؤس في وزارة العمل والشؤؤن الاجتماعية نزاهتها 30% في إنصاف الفقراء الحقيقيون! الفقر يضرب أطنابه في كل صوب لاانفلونزا الخنازير مثله ولاكورونا ولا الحمى النزفية.. ولا السخونة مثله ولاالصداع والشقيقة وامراض الضغط والسّكر..زر اي عائلة ستراها تشكو بكرامة وعزة نفس وآباء ان حسابات الحقل لاتنطبق على حسابات البيدر وان البيدر بيد من لايعرفون الفقر وان العصافير ممنوعة من التحليق! وليس حتى من نقر حبات البيدر!

صرفت الحكومة ملايين الدولارات يعني مليارات الدنانير المحرومة من شم رحيق قبضة الامل بحياة رغيدة.. كيف اقبل قسمتك يامالك الأمر؟ ياماسكا ناصية فقري؟ تساوي بين الضحية والجّلاد؟! أعطني الأموال انا ابو بسطة السكائر أولى! انا المحتضن فأسي وقزمتي وطاستي أقلّب مواجعي في ساحة الموت الطيران أنفث دخان الانتظار للعودة لأهلي بعلاكة صمون وبيض انا أحقّ و أولى!انا دافع العربانة في الشورجة والأسواق والمحروق سابقا ولاحقا أولى!انا الحماّل أولى!أنظر إنحناء ظهري.. انا الذي وزعت اولادي على مفترقات الطرق للتسول المهذّب اولى! يبيعون البخور والعلكة وقناني الماء بين دخان جمر القيظ والسيارات صيفا والبرد والمطر شتاءا انا أحق ببعض الكذا مليون دولار ، منك لمهاجرين و أكثرهم ربما كانوا يقتلون أمثالي؟!انا شرعا عليك مستحق ويلزمك العقل والمنصب والمسؤولية باستحقاقي وأولئك لايلزمك غادروا باموالهم وبقيت احمل فاس كرامتي انحت الصخر صبرا؟! انظر برحمة لسيماي وسحنتي؟ ففي المرايا أنا بلاملامح! لقد سحقها صبري على فقري وتمكنكم من رفع الفقر عني ولاتفعلوه؟ لم أؤذي أحدا وانتظر الموت انا الذي فارقت طفلي الرضيع يبكي بلاحليب أنهض بي انا ..إعطني مرفَقَك ..وساعدني ولو على الاتكاء! أنصفني انا المقتول والضحية فأنت الآن تنصف غير المستحق وتصرف لنوابكم مخصصات الضيافة ترحيبا بفوزهم نواب؟! وتتركني على رصيف الموت انتظر المفخخات والجوع مفخخة لاتعلم زمن إنفجارها! وعلى أنغام التهجير كنت اسمع غناء تشفيهم في غربتي داخل الوطن الذي لم يحترموه ويخدموه مثلي

أصرخوا معي!ألهذا سارت على الألغام جماهيركم لتنتخبكم؟ وتخذلوها ولوسهوا!والله لولا الاخلاق لما صمتت نفوسنا المتألمة على صراخ طفل جائع وتلميذ بلامصرف يوم ولا فطور ولاقميص جديد وزوجة بلا مصروف دار وصبرنا وصبرنا فاصرخوا معي أيها الشرفاء كل في ارض سكنه ،لا لا لا للفقر؟ هو القاتل أمس واليوم وغدا يادولتنا غارات نسياننا ، التفتوا لفقرنا وذّل الانتظار في برامج وزارة العمل البائسة المتشحة بالرشاوي وسحق الكرامات وعزة النفس وقلة الموردّ. نلجأ لسيد البلاغة علي لانه أعبق وأعمق من يرسم مشاهد الحزن التصويرية في كل تاريخنا يقول [ لو كان الفقر رجلا لقتلته] مع إنه يعرف حرمة القتل ولكنه يعي ان الفقر يستحق القتل لذا كان يقول (اضرب بطرفك حيث شئت من الناس؛فهل تبصر الافقيرا يكابد فقرا أو غنيا بدّل نعمة الله كفرا او بخيلا اتخذ البخل بحق الله وفرا او متمردا كان بإذنه عن سمع المواعظ وقرا!!.

أين أخياركم وصلحاؤكم؟ واحراركم وسمحاؤكم؟ وأين المتورعون في مكاسبهم والمتنزهون في مذاهبهمأليس قد ظعنوا جميعا عن هذه الدنيا الدنية والعاجلة المنغصّة؟!

ظهر الفساد فلا منكر مغير ولازاجر مزدجر فبهذا تريدون ان تجاوروا الله في دار قدسه؟؟! وتكونوا اعّز اوليائه عنده؟

هيهات! لايخدع الله عن جنته ولا تنال مرضاته الابطاعته!! لعن الله الأمرين بالمعروف التاركين له!! والناهين عن المنكر العاملين به)

دعوة حقيقية للسيد رئيس الوزراء الجديد, لإنشاء وزارة للفقر في العراق تُلغي دور وزارة العمل وفيها ستاف نختاره بدقة وعناية ونزاهة سنرى كم مليون عائلةستسجل نفسها طوعيا في الوزارة؟ بل سنرى ان الوزارة لو دخلت بمنتسبيها الفقراء في اي قائمة إنتخابية لاكتسحت كل القوائم! فلم يُعرف للفقر مذهب ولا قومية ولا دين وعندما أردت ان اعرف تعريف الفقير من مصادر الفقه الإسلامي وجدت[ الفقير] من لايملك مؤونة سنته! اللائقة بحاله وعياله! والمسكين أسوأ حالا من الفقير!! ونحن لمن من لايملك قوت يومه؟! فلنجعلها وزارة للفقراء والمساكين لانه يوجد برنامج في العراق لليونيسيف ولمكافحة التصحر والاحتباس الحراري و للمجالس الرئاسية الثلاث ولمنظمات المجتمع المدني الوهمية والحقيقية وإي جهة وزارية ولكن لمحاربة الفقر لايوجد ومض من برنامج! ولابريق من أمل.. مع إنه يأسر ملايين حاملي انواط الكرامة وعزّة النفس في العراق ولاأدخل في جدّ الحديث المؤلم لاارشح للوزارة إلافقيرا ليقيني بأنه من وسطهم يتلوى مع معاناتهم ولاني لاآمن نزاهة مثالية في غيره. الا يقلب الموازين الاجتماعية كلها في العراق تشكيل هذه الوزارة وإعترافا بسلطة الفقر التي تفوق السلطات الاربعة كلها! إدرسوا المقترح جيدا ليس من باب ردة الفعل والتحليق في فضاء التأسي والحنق والتجذّر الصبري، نحن شعب فقير موارده اليوم نفطية فقطية.. بالكاد معامله مهملة, مزارعه معطلّه يستورد مالايعقل.. تنميته مؤجلة مسؤوليه ينالون اعلى الرواتب والمخصصات ربما في الكون! وصدق الامام علي ع: فبهذا تريدون ان تجاوروا الله في دار قدسه؟؟!

*** 

عزيز الحافظ

 

في المثقف اليوم