أقلام حرة

الحسين بن علي مشروع إصلاحي ضد انحراف العقيدة الإسلامية

ضياء محسن الاسديإن خروج الحسين بن علي عليه السلام لم يأتي من فراغ ولا فكرة مادية أوسلطوية مرتجلة في حينها أراد منها أن يثبت وجوده على الساحة السياسية أو الدينية أو الاجتماعية بعدما خلت منها القيادات الدينية لكن هي نتيجة إعداد مسبق من السنين المتراكمة من الانحراف العقائدي وضربها في الصميم ومحاولة لطمس جهود النبي الأكرم محمد بن عبد الله سلام الله عليه وعلى آله وصحبه ومن بعده الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم وأبوه وليد الكعبة علي بن أبي طالب وأخيه الحسن بن علي عليهما السلام الذين أفنوا حياتهم في سبيل النهضة الإسلامية المحمدية وتحملوا صعابها وضحوا بأنفسهم .

أن نهضة الحسين عليه السلام ضد مشروع الانحراف العقائدي لتشويه الإسلام واندثاره الذي قاده أعداء الإسلام منذ نشأته بقيادة أبي سفيان وآل مروان بن الحكم وغيرهم بدعم ومباركة خارجية وبالتحديد من بيزنطة التي كانت تمدهم بشتى الطرق والوسائل المتاحة وكان ضحية هذا المشروع هو صاحب هذه الرسالة الألهية النبي محمد ومن بعده أصحابه ومقربيه وحاملي هذه الرسالة الفتية ومن بعده بصورة جلية هو الأمام علي بن أبي طالب وأبنه الحسن عليهما السلام حتى وصل المشروع الحد الذي لا يُطاق وظهرت ملامحه وبوادره في تمزيق الأمة الإسلامية ذروتها في زمن الأمام الحسين عليه السلام فكان لا بد منه أن يقف بوجه هذا التيار المعادي ويقف ندا قويا ضد هذا الانحراف الذي راح ضحيته الآلاف المؤلفة من المسلمين في معارك طاحنة بينهم بتخطيط مبرمج من الخارج والداخل فكان للحسين وقفته الصامدة الصارمة الثابتة بقوة الجنان وعزيمة الفكر والجود بالنفس أمام هذا التحدي وبقيادة حكيمة وشجاعة وتضحية بعيدة عن حب الدنيا ولذاتها فكان له الشرف في حمل لواء المشروع الإصلاحي العقائدي ضد الطغيان والفساد الفكري والاجتماعي والانحراف عن العقائد الإسلامية الحقيقية بقيادة رأس الطغمة الحاكمة يزيد بن معاوية وأزلامه بسيف الحق المشرع وبلسان ناطق وقلب ملئ بالإيمان الحقيقي منطلقا من مدينة جده الرسول الكريم محمد صلوات الله عليه وعلى آله وصحبه وعلى رؤوس الأشهاد وجلاوزة السلطة آنذاك بثقله الشريف من أهل بيته الأطهار إلى بيت الله الحرام مكة المكرمة ثم متوجها إلى العراق حيث كان النزال الأخير بين الحق والباطل بين مشروع الإصلاحي ومشروع الظلال والفكر المنحرف عن العقيدة المحمدية والرسالة الإسلامية حيث سالت على أرض كربلاء الدماء الزكية والنفوس الطاهرة العطرة ليضع الحسين عليه السلام شاخصا ومنارا وليجعل هذه الأرض المباركة قبلة وكعبة للأحرار وطريقا معبدا بالدماء نحو الحرية وتحرير الذات من دنس الدنيا والظلال وتزكية النفوس التي تركت سفينة هوى الدنيا مضحية بالغالي والنفيس نصرة للدين الإسلامي الحنيف . ما يكون منا الآن إلا أن يكون الحسين حاضرا دائما في نفوسنا وضمائرنا وأعمالنا مترجمة على أرض الواقع في دنيانا بدلا من اللطم للخدود والنوح والبكاء وكثيرا من الشعائر الدخيلة التي لا تدخل السرور على الحسين وأهل بيته المطهرين التي أصبحت رائجة في هذا الزمان والتي تسيء إلى قضية ومراد النهضة الحسينية الطاهرة بل يجب أن تكون أفعالا على أرض الواقع منطلقة إلى الحرية الفكرية والنفسية بعيدة عن المتاجرة بقضيته الحقيقية من قبل الجهلة والمندسين عليها والذين تسلقوا على أكتافها . فسلام لك منا سيدي يا أبا عبد الله الحسين إلى قيام الساعة وعهدا منا على الوفاء بنهجك ومسيرتك التي رسمتها بدمك ودماء أهل بيتك وأصحابك.

***

ضياء محسن الاسدي

 

في المثقف اليوم