أقلام حرة

أبناء البغايا الطيبون

راضي المترفيفي الأيام التي عبرت فيها درجات الحرارة في العراق حاجز الخمسين برهاوة في نشرات أخبار الطقس الرسمية كنت مجبرا على القيام بواجبات اجتماعية تضطرني للتواجد في حرم مسجد غير حكومي لأداء واجب العزاء بميت او في حسينية تحولت إلى مقر موكب حسيني او زيارة مريض في بيته وفي كل هذه الأماكن التي جللت بالسواد واطرت بالحزن بسبب حلول أيام المحرم ووفاة البعض كان الشاغل ومحور الأحاديث الجماعية والخاصة هما أمران لا ثالث لهما الأول ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض تجهيز الكهرباء والثاني هو الصراع بين الإطار والتيار وهذان الامران يدفعان ماعداهما من أمور وأخبار إلى الخلف بما فيه خبر (الميت الذي اجتمعنا من أجله) وقضية (الحسين وكربلاء) حتى أن أحدهم امس ونحن في مجلس عزاء دخل المكان ورمى التحية على الجميع وقبل أن يجلس قال بصوت عالي (رحم الله من عرف أخبار الخضراء) فرد عليه أغلب الجالسين (ووالديك ووالديك) فما كان منه إلا النهوض ثانية وترديد (رحم الله من قرأ سورة الفاتحة) وتشعبت الأحاديث مع ملاحظة أن سكان المناطق الشعبية ينظرون إلى كل من يحلق لحيته بالموس على انه يساري وكل ذا شعر راس طويل ولو نسبيا فهو شيوعي من غير جدال وكان يجلس قريبا مني شخص لو كانت الكهرباء الوطنية بكثافة لحيته لارتدينا المعاطف في عشرة اب الأولى في حين يجلس بجانبه آخر لو استعنت بكل المرايا المقعرة والمحدبة لما رأيت شعرة واحدة في وجهه ودار بينهما هذا الحديث..

. من هم أبناء البغايا الطيبون؟ كان هذا سؤال الملتحي

. أظنها مجموعة قصصية لمؤلف اسمه أنمار رحمة الله

. ومن يقصد بأبناء البغايا؟

. لا علم لي.. اقراها ان احببت او اسال الكاتب عنها؟

. لا حاجة لقراءتها ويكفي العنوان لكن أسمح لي ان اسالك.. هل تظن انت ان هناك أبناء زنى طيبون؟

. ابن الزنى ثمرة خطأ ارتكبه غيره فلماذا تحمله وزر اخرين؟

. كلكم هكذا انت والكاتب ومن هم على شاكلتكم تنفون وجود الله وتدعون ان امكم الطبيعة

. قبل ان يتشعب الحديث هل تريد ان اعرفك من هم أبناء الزنى؟

. نعم تفضل

. أبناء الزنى هم من ينزون على حكم الناس من غير قدرة ولا استحقاق فيشتتون جهد الأمة ويسرقون ثروات البلد ويتمتعون بها هم واقربائهم وأتباعهم ويضيعون هيبة البلد ويهدرون كرامة المواطن فيعم الظلم والفقر والجوع وتتلاشى الخدمات فتغيب الكهرباء ويشح الماء ويظلم الفقراء ويتسلط الادعياء فيحكمون باسم الله والدين ويبرر لهم عملهم وعاظ مزيفين.. الان هل عرفت من هم أبناء الزنى؟

. كلكم هكذا ضالين مضلين تجار كلام وتخدعون السذج بكلامكم المزيف عن حقوق الإنسان لتهدمون به الدين

. وقبل أن يرد عليه صاحب اللحية الحليقة رفعت صوتي ب (رحم الله من أعاد قراءة سورة الفاتحة) فانشغلوا بها وغادرت المكان قبل ان ينقسم المعزون إلى فريقين.

***

راضي المترفي

 

في المثقف اليوم