أقلام حرة

التقويضية.. آلية سلوكية

صادق السامرائيتقويض: هدم، تفريق

آلية سلوكية ذات دور وتأثير في زعزعة كيان الأمة والإمعان بتفرقتها وتصدُّع صفوفها وتشققها، وتطوَّرت حتى إنتقلت إلى داخل الأوطان وأخذت تقطعها إربا إربا، وفقا لتوصيفات ومسميات ذات نزعات بغضاوية وعدوانية سافرة، وتأتي في مقدمتها الطائفية، والفئوية والمذهبية والعشائرية والمناطقية، وغيرها من الأدوات اللازمة لتعزيز التناحر والإنشقاق.

والعديد من القِوى تعمل وفقا لمنطوقها عن قصدٍ أو غفلة، لكنها تؤدي أدواراً تقويضية واضحة في الواقع، تنجم عنها تداعيات مريرة وقاسية، ذات خسرانية عالية وعاتية.

وبحضور الرؤى المسماة ديمقراطية، نهضت الكوامن السيئة وتفاعلت لتصنع تيار شرورعارم، يتدفق في أوعية المجتمع ويفجّر فيها نوازع التصارعات العبثية القاضية بتفريغ طاقة القوة والإقتدار، وإنهاك المواطنين، ودفعهم للإستسلام لسوء المصير.

وبرزت مفاهيم الأدينة التي تتاجر بالدين وتستخدمه لتضليل الناس وخداعهم وتمرير ألاعيب الطامعين بهم، والإمعان بتأكيد إرادة الآخرين الذين يتولون حماية الكراسي، وصيانة نشاطاتها الهادفة لإذلال الشعب ومصادرة حقوقه وثرواته.

وتجد العديد من دول الأمة في متوالية هندسية تقويضية متوحشة، لا يعنيها المواطن بقدر ما يهمها كم تنهب وتسلب وتودع في البنوك الأجنبية.

ومن أهم أعمدة التقويض الفساد اللازم لتأمين زعزعة الثوابت وتمرير المخططات، وتحويل القيم والمبادئ إلى هراء.

والدول التي يتسيَّد فيها الفساد، فاشلة وتتحكم فيها المجاميع المسلحة بأنواعها، وهي من أدوات التقويض المهمة والضرورية لإدامة التناحر الوطني بين أبناء الشعب الواحد.

ويبدو أن مناهج التقويض ترسخت وتأكد دورها النافع لإضعاف البلاد وتخنيع العباد، مما جعلها من ضرورات الحكم الفاسد والدولة الفاشلة، المستنزفة الثروات والطاقات، من قبل قوى الإفتراس الإقليمي والعالمي.

فهل من وثبة لرأب التصدعات الوطنية المتراكمة المتوالدة؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم