أقلام حرة

جائحة المذاهب والأعراق

حسن حاتم المذكور1 - قيلولة الأحباط جعلتني اتحسس، وكأن العراق على سريري، والبكاء في عينه يبكي، تجنبت ان اضيف اليه حزناً، وهو المصاب بجائحة بيوت المذاهب والأعراق، المصنعة امريكياً واقليمياً، على مقاس الأنهاك العراقي، اخترقت الحدود الوطنية، مسلفنة بماركات الحريات الديمقراطية، وحقوق تقرير المصائر، للمذاهب والأعراق والعشائر، وحتى المحافظات المقدسة!!، اضافة لعبثية حق، تحاصص الأرض والأنسان، بعد تشويه مضمون الدولة واستباحة المجتمع، جائحة البيوتات الثلاثة، الشيعية والسنية والكردية، صممت عبر توافقات اقليمية دولية، فاسدة جاهزة لأستهداف الأنسان العراقي، عقلياً وجسدياً ومعنوياً، وان تطلب الأمر، فالذخيرة الحية تحت الطلب، حالة ارهاب وحشي، تحسبها البيوتات الثلاثة، اجراءات اصلاح وطني، وردع ديمقراطي!!، لكل من يريد وطن.

2 - لملوم التوافق الأمريكي الأيراني التركي الخليجي، والى اخره، مختلفون على كل شيء، ومتفقون على ان يبقى لعراق نصف ميت، والخوف يثقب سكينتهم، من احتمالية، ان يلتئم النصف الحي بأخره، لتكتمل لحظة الأنفجار الوطني، الجيل المغيب، بنوبات التخريف والشعوذة، يحاول دائماً افتراس اجياله، جيل فقد ضرورته، واصبح خارج الخدمة، يعبيء رئته بالنفس العشائري، يتنكر لذاته في مسيرات مليونة، للأذلال الجماعي، جيل استهلكه الأحباط، يدفعه جفاف الوعي والمعنويات، للبحث عن فرج جاهز، يخرج ولو حافياً من صمت المراجع، متغابياً او متناسياً، ان مراجع جائحة المذاهب والأعراق، كما هم قناصيها، هم جزء اساسي، من نسيج النكبة العراقية، والمصالح على اشكاله تقع.

3 - جائحة الموت العراقي، للمذاهب والأعراق، ليست وليدة اليوم او الأمس، كما ان العراق التاريخي، لم يتكون من بيوتات طارئة، انه وطن لكافة المكونات، ومن ضمنها التي جائت متأخرة، من خارج اطاره الوطني، لهذا اصبحت، محاولات التفكير، في اعادة تمزيق العراق وتقاسمه، خيانة وطنية، من حق الشعب العراقي، مواجهتها وافشالها موحداً، جائحة البيوتات الثلاثة، التي تحاول الآن، وبقوة التطرف المذاهبي العرقي، تكسير العراق وتحاصص، جغرافيته وثرواته، وحتى دموع ايتامه وارامله، تعتاش دائماً على عراق جريح، العراقيون اذكياء، ولا يليق بهم ان تعبث بمصيرهم، حثالات الولائيين.

4 - البيوتات الثلاث، التي شيدت سقوفها، المصالح والأطماع الدولية والأقليمية، هي الجائحة الأخطر في التاريخ العراقي، وعلى كل من "يريد وطن"،ان يعلن مواجهته لها، فالهراء الممل، حول الأصلاح الوطني، وافتعال المفاضلة، بين الأغلبية الكاذبة والتوافقية الأكذب، يشير الى ان، هناك في جدار الوعي المجتمعي، ثمة ثغرات، يمكن للأكاذيب ان تنفذ منها، وبأستطاعة ر موز بيوتات التلوث الطائفي القومي، ان تجند الألاف، من المرتزقة واغبياء الولائيين، لكن هناك، في الأفق القريب، ثمة بركان عراقي، يغلي بلحظة الأنفجار، الأغبياء والمحبطين وحدهم، لا يصدقون، ان العراق لا ولن يموت، ومعجزته، انه يولد حيا من نعشه، عندما تنضج حتمية التغيير، من لا يريد التعايش، مع المكونات العراقية، ترفضه الأرض، وحتى الحقوق المشروعة، فخيانة العراق، ليست طريقاً لتحقيقها.

***

حسن حاتم المذكور

12/ 08 2022

 

في المثقف اليوم