أقلام حرة

رسالة إلى الخليل بن أحمد الفراهيدي!!

صادق السامرائيتحية عروضية بحراوية بصراوية عراقية عربية إنسانية إلى مقامك العلمي الفياض الينابيع، من ذرى الربع الأول للقرن الحادي والعشرين، الذي تغافل عن إيقاعات ترانيمك العذبة، التي تواصت بها أجيال وأجيال.

إنه زمن نجحوا فيه بالإنقضاض على جوهر الشعر وروحه، فصار النثر المضطرب شعرا نثريا وفقا لمفاهيم الحداثة، وما يكتب على بحورك يحسب عيبا وتقليدا، وشيئا قديما لا جدوى منه.

والأجيال المعاصرة لا تحفظ سطرا مما يدّعون أنه شعر، إستوردوا ملامحه وعلاماته الفارقة من الآخرين، الذين لديهم ما يسطرون به ويعبرون عنه، وما عندنا غير التقليد والإستنساخ، ونحسب كل ما يُقال شعرا، حتى صار الشعر مجرد كلام، بلا توصيفات ولا ما يشير إليه ويميزه.

يا إبن أحمد، نحن في زمن ما إستطعنا أن نأتي بإبداع أصيل، وفقدنا القدرة على العمل وشلت قدراتنا، وما عاد الإبتكار والإنطلاق والسباق ديدننا، بل التبعية صراطنا المستقيم جداً.

لا أريد أن أصدمك بالقول بأن الشعر الذي ناديت به ووضعت أصوله ومعاييره، بعد جهد كبير وبحث وإستقصاء وتدوين وتنغيم، ذلك الشعر الساطع اللامع، قد قُرأت عليه سورة الفاتحة، وها نحن نهلل لما يُسمى بالشعر، فتجدنا نؤلف الدواوين والكتب لنرميها في سلال المهملات، لأنها خالية من روح الشعر ورسالته ومعانيه الإنسانية الصادقة.

يا إبن أحمد، شعرنا طلاسم وكلمات مبعثرة غامضة هامسة رامزة تخشى القول الصريح، ونحسب التعامل مع الواقع وهموم الناس من اللا شعر.

فعليك أن تحلق في عوالم التجريد والسريالية، وإياك لا أعني، وأن يكون ما نكتبه محفوفا بالخوف والهرب، وكلنا ندس رؤوسنا في الرمال لكي نكتب.

فالشعر المعاصر أن تكتب ورأسك في الويلات والتداعيات مدفون.

بل أن تغط في تراب العصور!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم