أقلام حرة

ذراع الفرجال.. الوقوف علىٰ مسافة واحدة من الجميع

فاضل الجاروش انها عبارة يُراد منها التعبير عن الانصاف، بمعنىٰ الوقوف في نقطة المنتصف من الدائرة، بمعنىٰ آخر أنها تُشبه ذراع الفرجال بالنسبة لمحيط الدائرة وهي هنا تعبر عن معنىٰ جامد يقاس بالسينتيمترات أو بالامتار لذلك فهو تعبير دقيق عن الوقوف على مسافة واحدة خارج الدائرة الحيوية التي دائماً ماتحتمل المتغير، لذلك وبمجرد أن تنتقل بهذا الفرجال من نقطة الوسط الجامدة من الدائرة إلى الميدان المتحرك في دائرة الحياة فانك ستجد أن هذه الأداة سيصيبها الصدأ وتتعطل تماماً بفعل حركية محيط الدائرة وعدم استقرار المسافة بين محيط الدائرة ومركزها،، لذلك فإن أي أداة للقياس بين الثابت والمتحرك ستحتاج بالضرورة الىٰ أداة متحركة مرنة وليست جامدة قابلة للصدأ، ذلك أن المُتحرك سيكون قادراً علىٰ التعامل مع حالتَيْ السكون والحركة، من هنا نفهم بأن الوقوف على مسافة واحدة في الحراك الاجتماعي سياسيا أو اقتصاديا أو عقائديا لن يخلوا من دوافع تتراوح بين الحاجة و الخوف، طمعاً في مصلحة أو خوفاً من فقدان مصلحة أو استجابةً للنزعات النفسية والأهواء التي تميز الطبع البشري،، لذلك سيكون هذا التصور بعيد عن الموضوعية، إلا إذا افترضنا أن كل الأطراف على حق او أن كل الأطراف على باطل في السياسة وفي العقائد وفي الحكم بين المتخاصمين وذلك غير مُتَصَوَر واقعيا وموضوعياً لأن أي صراع لابد له من نقيضين بين

الخطأ والصواب وبين الحق والباطل ..

فكيف لانسان أن يكون على مسافة واحدة بين كل الأطراف

الا اذا كان أداة القياس مُصابة بالصدأ !!!؟

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم