أقلام حرة

التعصب.. مرض خطير

ثامر الحاج امينعبادة الفرد والطاعة العمياء والتنازل عن الارادة الحرة وتسليمها للغير، باتت للأسف ظاهرة تسود قطاعات واسعة من شرائح المجتمع العراقي، وهي بالتأكيد ظاهرة خطيرة تتسبب في تعطيل الاجتهاد وتوقف التفكير خارج اطار الشخصية المطاعة وتدفع الى العنف دفاعا عن الرمز الذي يجعل منه البعض الهاً واجب الطاعة فمن (التعصب الى البربرية سوى خطوة واحدة) بوصف الفيلسوف الفرنسي دنيس ديدرو، كما ان التعصب للأفكار هو الاخر ظاهرة مرضية يوّلد الكراهية والعداوة الشخصية والاجتماعية ويؤدي الى تمزيق النسيج الاجتماعي لأنه يقوم على الغلو والتقديس وعدم قبول الحق عند ظهور الدليل في الجانب الآخر، بينما التسامح والتبادل الحر للآراء يمنح الانسان بصيرة روحية ويحرر القلوب من اغلال الانقياد الأعمى ويجعل الشخصية أكثر اتزانا وانفتاحا على المستقبل فالحمقى وحدهم من يبقون قابعين وراء ستار التلقين يمضغون مُرَ حاضرهم دون محاولة لتنقية العقل من الأوهام التي جعلوا منها مسلمّات غير قابلة للنقاش والمراجعة، لقد احتل التعصب مركز الصدارة في الدراسات النفسية الاجتماعية ذلك ان المتعصب مريض نفسيا وعقليا ًويعاني من جمود وتصلب في الرأي يدفعانه الى العدوانية واللجوء الى العنف ويظهر هذا بوضوح عند العاملين في حقل السياسة الذين يعتقدون انهم وحدهم يملكون الحقيقة دون الناس جميعا، ومن جميل القول في نبذ  التعصب والانحياز الأعمى للأفكار ما قاله السياسي اليساري (د. رفعت السعيد 1932 ــ 2017) عندما سأله صحفي: متى يخون السياسي فكرته؟ فأجابه: يخونها عندما يقدسها، فالأفكار نبت انساني  ولأنه انساني لا يمكن ان يكون مطلق الصحة .

***

ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم