أقلام حرة

سيناريو انتفاضة تشرين يعود من جديد.. ما أشبه اليوم بالبارحة!

جمعة عبد اللهوصل الاحتقان والانسداد السياسي المغلق الى نهايته الخطيرة جداً، بأسقاط الحل السياسي والالتجاء الى لغة السلاح والنار في سفك الدماء، من أجل التشبث بكرسي السلطة. أن الغطرسة والعنجهية والعناد الأحمق في سبيل الكرسي، سيقود العراق الى الهاوية الخطيرة، التي تنذر بنشوب الحرب الاهلية، من خلال تصاعد العنف الدموي المفرط ضد المتظاهرين السلميين، ان تغليب لغة السلاح هو المنفذ الوحيد في عقلية المليشيات الولائية التابعة الى ايران. وهذا ما يؤكد فشل احزاب المحاصصة الطائفية، وهو فشل العملية السياسية برمتها، عندما تصبح لغة العنف الدموي هي الطريق الأمثل للحلول، لإجبار المتظاهرين السلميين الى الخضوع والركون إليه، وهذا الدرك الخطير يعتبر نتيجة طبيعية للفساد المالي والسياسي والأخلاقي لهذه الأحزاب الطائفية، وصلت الى أسلوب سفك الدماء. كما حدث في المنطقة الخضراء من استخدام السلاح والرصاص الحي، وانجر العنف الدموي الى مناطق بغداد ثم انتقل الى المحافظات الجنوبية، في استخدام السلاح المنفلت، أن لغة الانفجارات العنيفة، لا تقود إلا الى مسلسل خطير، لا يقود إلا الى سقوط المزيد من الضحايا الابرياء، وحسب احصائيات وزارة الصحة: سقط من المتظاهرين السلميين 20 قتيلاً و 370 جريحاً، والعدد قابل للزيادة أذا استمر التصعيد الخطير ولم يتوقف، وقد يهدد الى جر العراق الى شبح الحرب الاهلية وستكون خاتمة الخراب والدمار، من اجل المحافظة على كرسي الحكم، أن جر العراق الى هذا الانزلاق الخطيرة سيكون خسارة فادحة للجميع بدون استثناء، لان الافراط بالعنف الدموي يتبعه العنف المقابل، لايهدأ ولا تسكت لغة النيران الحارقة والمدمرة إلا في طريقين لا ثالث لهما : أما بتدخل المرجعية الدينية بما تملك من ثقل وتأثير على الأطراف المتصارعة، حان الوقت لتدخل المرجعية الدينية لوقف هذا المسلسل الخطير الذي يهدد بالانزلاق العراق نحو شبح الحرب الاهلية، أو تدخل المجتمع الدولي بوضع العراق تحت الوصاية الدولية عبر البند السابع، لان المليشيات الولائية مستمرة في الإفراط في استخدام العنف الدموي الخطير. ولابد من تهدئة الوضع الخطير. لابد من حقن دماء الشباب، قد تخرج الأوضاع عن السيطرة والفلتان، سيكون مدمراً على الجميع، والمليشيات الولائية تعودت على استخدام العنف الدموي ولغة السلاح المفرط بالرصاص الحي، كما حدث في انتفاضة تشرين التي قمعت بالدم، وما أشبه اليوم بالبارحة. كل هذه الدماء والخراب من أجل الكرسي، في رفض حل البرلمان وإجراء انتخابات برلمانية جديدة، يمكن أن يكون هذا المطلب سهل جداً عند الدول التي تحترم مواطنيها، ان تعيد اجراء الانتخابات مرة ثانية وثالثة واكثر حتى يكون دعامة الاستقرار والتفاهم للبلد، ولكن الاطار التنسيقي يدرك تماماً ان حل البرلمان وإجراء انتخابات جديدة، سيتجرع هزيمة ساحقة، لان الاكثرية الساحقة من المواطنين يرفضون النفوذ والوصاية الايرانية على العراق...... والله يستر العراق من الجايات!!

***

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم