أقلام حرة

استقالة الحائري وما خلفها !!

اعتاد الشيعة وعلى طول تاريخهم على انتهاء مرجعية الفقيه بموته فقط ولاسبب آخر غير الموت ينهي مرجعيته حتى وآن أصيب بكل أمراض الشيخوخة بما فيها (الخرف) كما أن عطل بعض الحواس كالسمع والبصر لا تنهي مرجعية المرجع والمرجعية ليس منصبا دنيويا عند الشيعة يمكن قبوله أو الاستقالة منه إنما هو وكالة ونيابة عن الإمام في غيبته لتيسير امور الأمة أثناء هذه الغيبة وفوق هذا وذاك المرجعية ليست ملكا يورثه الملك لمن يشاء من أبنائه أو إخوانه أو أعوانه لان شرط الرجوع بني على الرجوع للاعلم وليس الاقرب أو الاحب أو الأقدر إنما حدد (الاعلم) وقد حدث في الماضي القريب تولي ابن المرجع المتوفي المرجعية خلف والده لكنها لم تصمد طويلا وانسحب هو أو اجبر على الانسحاب ليتولاها شخص الاعلم ومن هنا يأتي السؤال .. ماهي ماهية استقالة المرجع الحائري؟ وماهي كيفيتها؟ ولماذا في هذا الظرف تحديدا؟ وهل للاستقالة علاقة بما يحدث في العراق من خلافات على السلطة وإدارة البلد؟ وماذا تعني الوصية باتباع الفقيه المرشد الإيراني؟ .

في البداية يجب الإشارة إلى الاختلاف بين ايران والعراق في هذه المرحلة الحرجة في تاريخ كل من البلدين فايران تسير باتجاه تحقيق نجاح مسعاها في ملفها النووي وتحقيق انتصار بتوقيع الاتفاق مع أوربا وأمريكا وعندما يتم سيغير أغلب مسارات إيران ومن هذه المسارات تواجدها في دول المنطقة في حين يسير العراق نحو هاوية التفكك والتشرذم وحرب شيعية شيعية وقد تجر أطراف أخرى خصوصا وأن محوري الاختلاف لهما مايتبعهما من أطراف أخرى علما ان في بيان الاستقالة إشارات واضحة لدعم أحد المحورين وقد تكون في مقدمتها حث أتباعه على تقليد المرجع الخامنئي الذي يقلده الكثير من أعضاء المحور المختلف مع محور اتباع المرجع المستقيل والإشارة الخاصة بالعراق هي المطالبة بمحاربة القوات الأمريكية واخراجها من العراق بالسلاح وتحت كل الظروف وهذا إعلان حرب لا يحتاج إلى إيضاح والإشارة الثالثة هي بخصوص الحشد الذي يراه المرجع المستقيل هو الجيش المعول عليه في الحروب القادمة والغير منقاد لسيطرة الدولة مهما كان نظام الحكم القادم .

ربما لا تكون استقالة المرجع هي استقالة بمعناها الحرفي كما لا تعني انقطاعه عن الحياة العامة والجلوس في البيت وقضاء الوقت مع الأحفاد وتشذيب أزاهير الحديقة وشجيراتها إنما قد تكون هذه الاستقالة مسببة ومبنية على برنامج مابعد توقيع الاتفاق النووي واستعادة طهران لعافيتها وخوض جولة جديدة ضد أمريكا في كل منطقة الشرق الأوسط خصوصا وأن حرب بوتين حليف إيران على أوكرانيا ضعضعت أمريكا وكشفت الكثير من نقاط ضعفها مما يتيح لإيران توجيه ضربات موجعة لها في مناطق تواجدها مما يتطلب توحيد الجهود ورص الصفوف كلها خلف قيادة المرشد الأعلى في إيران وجعله المرجع الديني الأكثر اتباعا أن لم يكن الأعلى والقائد العام للدولة وتوحيد الاتباع في الدول الأخرى خلف قيادته وقد يبدو هذا سببا معقولا لاستقالة المرجع الذي يتبعه أغلب ابناء أحد المحورين المختلفين

***

راضي المترفي

في المثقف اليوم