أقلام حرة

الترويج والتعويج!!

روّج: نشر، أشاع

عوَجَ: إلتوى، مال، إنحنى، وعوجَ الإنسان: ساء خلقه

لوسائل التواصل الإجتماعي السريعة تأثيراتها بترويج مقاطع فديوهات، لأناس يجيدون العزف على عواطف ومشاعر الناس بمهارات وخبرات تدربوا عليها، وتعلموا كيف يعطلون العقول ويلهبون الإنفعالات ويؤججون النفوس الأمّارة بالسوء.

فديوهات لا يقبلها العقل ولا تقترب من الحقيقة والصواب، فيها أكاذيب مرتبة بأساليب توهم المتلقي بأنها منطق الصدق.

"إنها كذب مصفط (منضَّد)"

وصلني أحدها من زميل وأدهشني كيف يروّج هكذا هذربات ذات غايات مدسوسة وأهداف شريرة، فكل ما يساهم في فرقة أبناء الأمة لابد من النظر إليه بحذر.

الأكاذيب المشحونة بالعواطف المؤججة أكبر وقعا وتأثيرا من الحقائق الواضحة الصادقة، فالبشر يميل إلى ما هو فوق الواقع، ويريد ما لا يرى وما لا يحصل، فيعيش وهْمَ تحققه، والكثير من الوهم يدفع إلى سلوك وفقا لإرادته.

 وما يجري في فضاءات التواصلات المتنوعة، أنها أصبحت منصات تدميرية لوجود الأمة، بشحن أبنائها بما يحوِّلهم إلى أدوات لتمرير أجندات أعدائها والنيل منها.

ويبدو ذلك جاريا على قدم وساق في مختلف مناحي الحياة المعاصرة، وعندما بلغ الأثر أن نخب الأمة ومثقفيها يصبحون أدوات ترويجية للإعوجاج، فالحالة تجاوزت حدود الخطر إلى هجوم صاعق على وجودها، وتهديد شديد لهويتها وجوهرها ومعالم كينونتها الكبرى.

فالمطلوب التروي والتمحيص لهذه الرسائل الصوتية الساعية لتأليب أبناء الأمة على بعضهم، وإنجاز أهداف العدوان عليهم بجهودهم.

فهل من قدرة على التأني والتفكر والحذر من طعنات الإبادة والفناء؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم