أقلام حرة

السياحة في الجزائر وكيفية النهوض بها

الجزائر حسب موقع ويكيبيديا " هي أكبر بلدان أفريقيا من حيث المساحة والبلد الأكبر في الرتبة 10عالميا من ناحية المساحة الكليّة، وتقع في شمال أفريقيا، تعتبر الصحراء الجزء الأكبر منها وتتخللها الهضاب والتلال شمالاً وصولاً إلى البحر المتوسط بساحل يبلغ طوله 1,200 كم، بين الرمل تنهض القمم الخضراء إلى ذرى شاهقة تطال الغيم وتطل على زرقة مياه المتوسط شمالا ونقاء كثبان الصحراء جنوبا، في ما تبسط النخلة المعطاء سعفاتها الخضراء في كل اتجاه لتكتب بمداد الجمال والعراقة والشموخ اسم الجزائر.

مساحة شاسعة تمتد بين شطآن البحر الأبيض المتوسط شمالا وأعماق الصحراء الكبرى جنوبا، زاخرة بثروات من المقاصد السياحيةالمتنوعة، فإن شئت بحرا فأمامك نحو 1200 كم من الشواطئ الجميلة النظيفة ذات الشمس والهواء والطقس المتوسطي المعتدل، وإن شئت الصحراء ففيها امتداد لا ينتهي وبيئة ساحرة يمزج فيها الإنسان أصالة تقاليده وتراثه مع صدق وفادته وترحيبه.

أما الجبال والمرتفعات الجزائرية ففيها ما يشتهي الراغب في التمتع بجمال الطبيعة أو المحب لهواية الصيد أو التخييم في الغابات أو لهواة التماوج على الثلج الأبيض في مرتفعات الشمال أو على الرمل الأصفر الناعم في الجنوب الصحراوي".

فرغم هذا التنوع السياحي الدي تزخر به الجزائر من شواطئ ممتدة وغابات مخضرة وصحراء شاسعة إلا أننا لم نحسن استثمار هذا المجال الحيوي لجلب الثروة وعدم الدفع بالسائح الجزائري إلى وجهات سياحية عربية وأجنبية، صحيح أن الجزائر تبذل مجهودات جبارة لتحسين السياحة إلا أن النقائص مازالت موجودة

فمن حق القائمين على المؤسسات السياحية أن يحققوا أرباحا مقبولة ولكن ايضعوا في حسابهم خدمة المواطن بتوفير له إقامة مريحة وبأسعار تنافسية أحسن من التي يجدها في دول أخرى وعلى سبيل المثال تونس الشقيقة فمن المستحيل أن نرغب الجزائري في قضاء عطلته في إحدى المناطق السياحية ويدفع مبلغا لفندق يستطيع أن يقضي به أسبوعا في الجارة تونس فيجب إعادة النظر في أسعار الفنادق وتوفير كل وسائل الراحة والأمن والنظافة وحسن الاستقبال وفكرة تخصيص إقامات جامعية للسياح الجزائريين بأسعار في متناول الطبقة المتوسطة فكرة جميلة تشجع على السياحة...

لا يمكن لدولة أن تكون رائدة في السياحة وشعبها لا يملك أدنى ثقافة سياحية فنجاح أي دولة في المجال السياحي يتطلب تربية المواطن على الثقافة السياحية ومن ابجدياتها الاحترام والتقدير وعدم التدخل في خصوصيات الناس  وخاصة لو كان السائح أجنبيا وايضا احترام نظافة المكان والعناية به فكم هي محزنة تلك الصور عن شواطئنا المتسخة المملوءة بفضلات المصطافين؟.

وحتى نغير هذه الذهنيات نبدأ من المدرسة لتقديم دروس ومحاضرات  ورحلات سياحية للتلاميذ لتعليمهم نظريا وعمليا كيف نتعامل مع المحيط والمكان والإنسان ؟..فتغيير القناعات عن طريق التربية وغرس قيم النظافة والجمال وحب الطبيعة والحفاظ عليها فكل هذه النعم التي حبانا الله بها من بحار وغابات وصحاري يجب أن نشكر الله عليها ...

وهذه الثقافة السياحية التي نطالب المواطن بها على مسؤولي السياحة والمستثمرين في هذا المجال أن يتحلوا بها أيضا بتقديم خدمات في متناول السائح واستقباله أحسن استقبال حتى يرتبط بسياحة وطنه ولابد من تنظيم الشواطئ وإعادة النظر في مجانيتها...

إذا كانت المجانية معناها الفوضى والاكتظاظ ودخول الناس إلى الشواطئ بالأحصنة والكلاب وترك الأماكن عبارة عن قمامات فهذا غير مطلوب ولكن لو كانت هناك أسعار بسيطة تسمح للمواطن من قضاء سويعات مرتاحا ومطمئنا على أغراضه وعلى سيارته ويجد بعد السباحة مرشات يغتسل فيها فهذا لا يضر حتى ولو دخل خواص في هذا المجال لتنظيم الشواطئ والحفاظ على نظافتها وتقديم خدمات راقية للمصطافين فهنا المكسب للجميع للمواطن والخواص.

فلابد من مراجعة المنظومة السياحية في الجزائر بإشراك الخبراء وأهل القطاع السياحي من أجل النهوض حتى نخرج من الاعتماد على البترول والتركيز على السياحة التي هي مصدر للثروة والجزائر والحمد لله تزخر بكل أنواع السياحة الثقافية والدينية والطبيعية فقط تحتاج إلى عقول مفكرة وحلول إبداعية مبتكرة.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

 شدري معمر علي

 

 

في المثقف اليوم