أقلام حرة

الاستقلال وحتمية الدوران حول المحور ..

في نظام دولي محكوم بالاقطاب والمحاور. ما مدىٰ واقعية القول بالاستقلال السياسي؟

في الواقع أن الأمر غير ممكن واقعياً لأسباب تتعلق بعوامل القوة والحاجة، لذلك فأن مايمكن أن نسميه استقلالا انما هو كالمدار الذي تدور فيه الكواكب (الدول) حول النجم (القطب أو المحور).. على أن هذا الفارق بين المدارات هو ما نسميه بالاستقلالية،، فكلما كانت هذه الدولة تدور في مدار بعيد فإنها ستتمتع بمستوى من (الاستقلالية) تضمن لها تقليل الخسائر وتعظيم المنافع،وكلما كانت هذه الدولة في مدار أكثر قُرباً من المحور فإنها ستتحمل كثير من الخسائر وتفقد كثيراً من استقلاليتها .. وهناك من يتخذ له موقعاً خاصاً في هذه المدارات في مايسمى بالقوى الإقليمية مثل تركيا وإيران والتي تحاول أن تجعل لها أجراماً خاصة تدور حولها وهي تنجح في ذلك ولكنها ستبقى هي وتوابعها تدور حول الأقطاب الدولية مستفيدةً من هذا الوضع الخاص الذي اختارته.

بناءاً على ما تمتلكه من عوامل ومؤهلات اقتصادية وجغرافية وسُكانية،  دولة وحيدة خارج المدار وهي كوريا الشمالية،، فهي تسبح في الفضاء بشكل غير منضبط مما يجعلها عُرضة لسقوط عشوائي، وهناك نحن في العراق نُمثل حالة خاصة جداً، حيث لا يمكنه أن يستقر في مدار مُحدد لأسباب ذاتية وموضوعية تتعلق بالشكل الجيوسياسي وشكل النسيج الاجتماعي وتقسيماته الدينية والمذهبية والقومية وإسقاطات هذه العوامل على الفاعل السياسي في اتخاذ قرار

الاصطفاف ضمن محور محدد.

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم