أقلام حرة

إذا ضاع الوطن طغت الفتن!!

الأوطان أوعية ما فيها، فإذا تحطم الوعاء الوطني تناثر ما يحويه، وتناحر وتنافر وتمترس بأتراسٍ يلوذ بها متوهما بأنها ستحميه.

إذا تمزقت الخيمة فلن يجد ما تحتها مَن يقيه!!

أصل الحكاية في بلد الشظايا، أن الوطن تحوّل إلى ضمير مستتر تقديره مجهول، فانتشرت الأفاعي والعقارب والعظايا، وتمرّغت في ترابه وإلتهمت ثرواته، وتخندقت في كينونات تحميها من الوطن، الذي يريد أن يكون وعاءً جامعا وميدانَ تفاعل وإنطلاق لتأمين مصالح مواطنيه.

فابحثوا عن الوطن في الواقع المتحامل على الإنسان، فهل ستجدون منطقا وطنيا أو راية وطنية؟

السائد في مجتمعات أضاعت أوطانها، أن الكينونات المتصاغرة تطفوا على السطح، وتنشغل بتفاعلات إستنزافية لبعضها، حتى تتمكن منها قِوى ذات أطماعٍ ونوايا كامنة.

أوطان الدنيا فيها عشرات ومئات التنوعات المجتمعية، لكنها مسبوكة بإرادة الوطن وعزته وكرامته وسيادته، فالوطن يجمع، وما دونه يفرِّق.

إن التحرر من منزلة الوطن، والتوهم بأن الطائفة والمذهب والعمامة أعلى منه شأنا، يعني الإنحدار في مسيرة أسفل السافلين.

المجتمعات التي لا تعز أوطانها بالعمل الجاد المجتهد، تفقد قيمتها وتنهار قدراتها، وتصبح فرائس سهلة للمتوثبين للفوز بوليمة دسمة منها.

فالسر في تكوين الأوطان لتأمين القوة والقدرة على البقاء العزيز، الذي تتكاتف فيه مكونات الوطن المجتمعية بأطيافها المتنوعة للذود عن وجوده.

"وللأوطان في دم كل حرٍ...يد سلفت ودين مستحق"

فالوطن يستوجب الوفاء من أبنائه الأحرار الميامين، فلا وطن يبقى ولا شعب يدوم، إذا عبث الفاسدون بروحه، وطعنوا قلبه بالتبعية والخنوع وتقليد الطامعين به.

فعودوا للوطن لتقضوا على الفتن!!

***

د-صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم