أقلام حرة

أهمية مهارة التواصل الفعال لمسؤولي الدولة

كثير ما يخطئ بعض المسؤولين أثناء تصريحاتهم أمام وسائل الإعلام في تدشينهم للمشاريع وتكون هذه التصريحات غير المسؤولة سببا في تأليب الرأي العام وبعد ذلك يعتذرون ويبررون كلامهم والمسؤول مهما كانت رتبته واليا أو وزيرا أو غير ذلك ينبغي أن يحسن أهم مهارة في نجاح الإنسان في حياته وهي مهارة التواصل التي تجعله محبوبا و مؤثرا فما هي هذه المهارة أوالمهارات  حسب وكيبيديا ؟

"هي المهارات التي تستخدم في الحياة العملية التي بموجبها يقوم شخص بنقل أفكار أو معاني أو معلومات رسائل كتابية أو شفوية مصاحبة بتعبيرات الوجه ولغة الجسم وعبر وسيلة اتصال، تنقل هذه الأفكار إلى شخص آخر وبدوره يقوم بالرد على هذه الرسالة حسب فهمه لها عادة ما تلعب الشخصية بناءً على هذه المهارات، دوراً رئيسياً وأساسياً في الترويج للإنسان، سواء تقدم لوظيفة ما، أو التأهل لبرنامج معين بناء على تنافس بينه وبين الآخرين، خوض غمار المعارك الانتخابية، التقدم لخطبة فتاة، الدعوة لرسالة سامية، وغيرها من الأمور"

أهمية مهارات التواصل الفعال:

الاتصال الفعال يعتبر من أدوات التغيير و التأثير لا يمكن لإنسان يريد النجاح في حياته الشخصية والوظيفية والاجتماعية يجهل هذه المهارة  وخاصة إذا كان الشخص مسؤولا ساميا يخاطب بصفة دائمة الجمهور فيعد امتلاكها أحد متطلبات النمو والتقدم و التأثير الإيجابي .

فالمسؤول الناجح أولا يتقن فن الكلام من إلقاء جيد بلغة مفهومة تتماشى مع مستوى من يخاطبهم فمن العيب أن يخاطب العامة بلغة فرنسية لا يفهمونها أو يخاطب الفلاحين بمصطلحات بعيدة عن مجالهم ..

بالإضافة إلى ذلك تحلي المسؤول بقدرة كبيرة على الانصات والاستماع الجيد ثم يكون الرد بأدب و لباقة فيراعي فن الإتيكيت في حديثه مع الآخرين مهما كان مستواهم وخاصة أن المسؤول في وقتنا الحالي مراقب بأجهزة التواصل الحديثة فكلامه مصور ومسجل و مذاع على قنوات التواصل من يوتيوب وفيسبوك وغيرها ...فالاحتياط واجب حتى لا يسيء للدولة و للوزارة أو الإدارة التي يمثلها...

وحتى تكون هذه الرسالة الاتصالية ناجحة ومؤثرة وتلقى صدى لدى المتلقي ينبغي أن تتوفر بعض الخصائص المهمة التي ألح عليها خبراء الاتصال فماهي هذه الخصائص ؟

خصائص الرسالة الاتصالية الناجحة:

الرسالة الاتصالية هي قلب عملية الاتصال وحلقة الوصل بين المرسل والمستقبل، فلا يمكن أن تتم عملية الاتصال بدونها، ولا بد من توفر بعض الخصائص في الرسالة الاتصالية حتى تكون ناجحة وهي:

1- صريحة غير متحيزة: بمعنى أنها لا لبس ولا غموض فيها هدفها قبارك ول الحقيقة لا غير.

2- صحيحة أو مضبوطة: فالمتصل الجيد يراعي في اتصاله مع الآخرين  سلامة لغة الرسالة الاتصالية وخلوها من الأخطاء النحوية والإملائية وكم رأينا مسؤولين يخطئون أخطاء فادحة يعرضون أنفسهم إلى السخرية على منصات التواصل الاجتماعي .

3- واضحة أو جلية: يجب أن يكون معنى الرسالة الاتصالية واضحاً بحيث لا يؤدي لسوء الفهم أو تأويل الكلام إلى غير معناه المقصود كما حدث مؤخرا مع كثير من المسؤولين فانقلب كلامهم غير المسؤول عليهم فتعرضوا لحملة وهجوم من متتبعي الفيسبوك وغيرها من وسائط التواصل الاجتماعي.

4- تامة أو كاملة: يجب أن تعطي الرسالة الاتصالية معنى كاملا عن طريق تزويد المستقبل بمعلومات وفيرة تجيب عن جميع أسئلته وتوضح الهدف الاتصالي. وهذا يتطلب من المرسل أن يفهم الجمهور الذي يتواصل معه فيقدم له المعلومات التي تفيده وتكون في مستواه .

5- موجزة أو مختصرة: على المرسل أن يوجز، ويكون الإيجاز بحذف المعلومات التي لا تسهم في تحقيق هدف الاتصال وتجنب الحشو الزائد.

6- لطيفه أو دافئه: يجب على المرسل أن يستخدم الكلمات الطيبة الجميلة التي تنفذ إلى القلوب وتؤثر في المستمعين فيبتعد المتواصل عن الفظاظة والقسوة والكلمات الجارحة.

7- محسوسة أو ملموسة: يجب أن تكون كلمات الرسالة الاتصالية محسوسة لا تكن خيالية بعيدة عن إدراك المرسل إليه فتكون رسالة مجردة تؤدي هدفها الإنساني .

بتعلم هذه المهارة من المسؤولين يسهل عليهم التواصل مع أفراد شعبهم فيكسبون القلوب و ينالون القبول ويحققون التأثير والتغيير.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم