أقلام حرة

المُقدَّسون!!

مقدّس: منزه، معظّم

الواضح سيادة تقديس البشر في بعض المجتمعات، وهو سلوك متوارث، فكأنه لا غيره موجود، وما ينطق به يكون قانونا، ويُحاط بهالة من  المواصفات اللابشرية، ولو إقتربت منه لوجدت فيه نسبة  من الرغبات الدونية ¸التي يسرح ويمرح في ربوعها، والناس لا تراها بسبب غشاوة القدسية.

وهي ظاهرة عامة لا تتصل بالدين وحسب، فهناك بشر مقدّس في العديد من المجالات والإختصاصات، يراهم المجتمع لعلة فيه، وغاية لا واعية تعتمل بدنياه.

وما أن يتحول البشر إلى مقدس، ينطلق بفعل وقول ما يشاء، ولا مَن يرد عليه لأنه الرمز المعظم.

وينسحب ذلك على السياسة، فأصحاب الكراسي مقدّسون، وكلما تقدم الكرسي بالمسؤولية إزداد هيبة وتنزيها، فترانا نتعبد في أروقة الكراسي ونستلطف إستعبادها لنا، حتى لو فُرِضت علينا الحرية والديمقراطية، فهذا سلوكنا الجمعي الكامن فينا.

وقد عانينا من المقدسين في ميادين التعليم، ففي التدريب الطبي أوهمونا بالذين لا يعلوهم أحد، والأفذاذ النادرون، وكلها أكاذيب.

فالبشر هو البشر، وكلما إزداد علما إكتسب تواضعا وخُلقا.

ومن الواضح أن الواقع يزدحم بأبواق الذين يريدون إحتكار القدسية، ليرهنوا الناس ويستعبدونهم، وكأنهم ليسوا ببشر، وإن شئت مخلوقات سماوية بهيأة بشرية.

والعجيب أن بضاعتهم رائجة، وتلك فاجعة أمة بالأصيل والنبيل.

فهل سنتحرر من التيهان؟!!

***

د. صادق السامرائي

28\11\2019

 

في المثقف اليوم