أقلام حرة

مُلامَسَةُ الواقع!!

ما هو الواقع وكيف يُلامَس؟

الملامسة بمفهومها السلبي لا تعني تغيير الواقع، وتطهيره من الأفكار المكرِّسة للعاهات السلوكية الفتاكة، إنها تعزز ما فيه، لأنها ردود أفعال على فلان وعلان، وما أن تكتب مقالا تتناول فيه إسما حتى ينتشر كالنار في الهشيم.

الملامسة الحقيقية للواقع هي الإهتداء للديناميكيات الفاعلة فيه، وعدم السقوط في حبائل الإلهائية، والتداعيات الخسرانية، فما قيمة مقالة تفند قول فلان، والغاية أخذ الأنظار بعيدا عن خفايا المسار؟

إن الطروحات الإستفزازية بأنواعها تهدف للإلهاء، وحجب الأنظار عن الهدف المنشود، ويغضب الكثيرون عند القول بأن الأقلام تتساقط في البرك الإلهائية، فتكتب بمداد الإنفعالية العالية، وتجلب ما يسوّغ رؤيتها من معين الأمة.

فالمطلوب الترفع عن الإلهاء، وتناول الموضوعات الجامعة لأبناء المجتمع، والساعية لتأمين مصالحهم وحقوقهم الإنسانية.

 ففي الواقع الفوضوي، الكتابات ترسِّخ ما هو قائم، كما فعل أصحاب الفكر والنخب، وما تغير الواقع بل تأسَّن وتمحن بمشاكله.

والأقلام تجيد التبرير والتسويغ، فكتب علماء وفلاسفة في ميادينهم المعرفية، ولا توجد أمة فيها مشاريع مرفوفة أكثر من أمتنا، ولا مشروع تحقق، ولا مشكلة وجدت حلا،، فما أن تبدأ المشكلة حتى تتعقد، بسبب ردود الأفعال تجاه الألاعيب الإلهائية المتواصلة.

فعلينا أن نستفيق من دوامة الإلهاء العبثية، ونرى بوضوح وإتساع، ونضع خطواتنا على الطريق الصالح الصحيح.

فلابد من مواجهة ثورية حقيقية لا لمسات كلامية، والثورات يقودها القلم الحصيف الرؤى، وللإعلام دوره في إستنقاع الأحوال، بترويج ردود الأفعال الإنعكاسية الساخنة، والواقع لا يُلامَس بل يُحرَّك بآليات تنقله إلى مراحل متقدمة.

فهل يُعقل أمة ذات قدرات وذخائر حضارية تتأخر عن ركب عصرها؟

لا توجد قوة لا تطمع، ولا دولة لا تطمع بها قوة ما، فلا تستحضروا قميص القِوى الطامعة، وعززوا الغيرة على المصالح الوطنية!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم