أقلام حرة

الحضور في الغياب

مع افتتاح السنة الثقافية من طرف وزيرة الثقافة والفاعلين الثقافيين في مختلف المجالات ، قرأنا عن احتجاجات بعض الكتاب والشعراء عن عدم إرسال لهم دعوات للحضور وفي الحقيقة هم أسماء ساهمت في إثراء الساحة الإبداعية على مدار سنوات ومن حقهم أن يطالبوا في المشاركة في عرسهم الإبداعي ...

الكاتب إنسان شديد الحساسية وكثيرا ما يحتاج إلى رد الاعتبار فإرسال دعوة له للمشاركة في مهرجان ثقافي يشعره بالوجود والأهمية وخاصة الكتاب الذين يعيشون على الهامش في المدن النائية البعيدة عن مركز صنع القرار الثقافي ..فطول النسيان وعدم الاهتمام تقتل في المبدع روح المبادرة وتذهب عنه ذلك الألق الإبداعي ..هذا هو المأمول ولكن لنفترض أن هذا الكاتب لم يتلق دعوة من الدعوات ليس في مهرجان او مناسبة ثقافية واحدة بل هو منسي لسنوات ..و أنا أقرأ قائمة المدعويين استحضرت أصدقاء مبدعين كبارا ليسوا كبار السن وإنما مبدعون من طراز عال من الجلفة وسيدي عيسى والبويرة وأدرار والشلف وغليزان ...

هؤلاء غائبون عن هذه الأعراس الثقافية لكنهم حاضرون إبداعيا وكتابيا عبر إصدار الكتب وكتابة المقالات وتنشيط ولاياتهم ثقافيا بتقديم محاضرات فالحضور الأدبي الحقيقي ليس بكثرة المشاركات في المهرجانات والبرامج التلفزيونية والاستمتاع بالأضواء والشهرة الكاذبة .

هل أنا حزين لعدم مشاركتي في هذا العرس الثقافي؟ وهل عدم دعوتي هو اعتراف من مسؤولي الثقافة بأني غير موجود إبداعيا؟ الحقيقة منذ أن بدأت الكتابة لأكثر من ربع قرن كنت أؤمن بأن الحضور الحقيقي للكاتب هو عبر النشر والكتابة فالكاتب رسالته إنتاج الأفكار وتأليف الكتب وإضاءة الزوايا المعتمة في عقول القراء ..

كن حاضرا يا صديقي فبالكتابة تنسى أحزانك وتشعر بالقوة والشجاعة فأنت تملك سلاحا فتاكا عابرا للقارات تملك قلما " أقسم الله به في كتابه الكريم (ن والقلم وما يسطرون (1)" سورة القلم "لقدصدقت الكاتبة الألمانية " آن فرانك " عندما قالت : (أستطيع أن أتخلص من كل شيء وأنا أكتب حيث أن أحزاني تختفي وشجاعتي تولد).

***

الكاتب الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

 شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم