أقلام حرة

بطولة في الظل

الشجاعة من أنبل الصفات التي يتحلى بها الأنسان، خصوصا عندما تقترن بموقف وطني يسمو على كل الحسابات والانتماءات الأخرى، وقد شهد تاريخنا الحديث العديد من الأبطال الذين واجهوا الموت بصلابة وشجاعة من اجل كرامة ورفعة اوطانهم، والذي يحز في النفس ان عددا كبيرا من هذه الأبطال ومواقفهم العظيمة ظلت تعيش في الظل ولم تأخذ حقها من الاهتمام الاعلامي والشعبي في حين هي تستحق التكريم والتقديس وذلك لجسامة التضحية التي قدمتها وفي ظروف بالغة الصعوبة  .

 القلة القليلة من العراقيين توقفت وتأملت في قصة الدكتورة المسيحية (نوال بولص) الأنموذج الرائع للمرأة الوطنية الصادقة التي وقفت بوجه اعتى بربرية شهدها العصر الحديث عندما رفضت علاج جرحى داعش مما اضطرهم الى اختطافها مع طبيبين آخرين من أمام المستشفى الأهلي وسط الموصل وبعد ثلاثة أيام عثر الناس صباحا على رأسها مقطوع ومعلق من الشعر على باب جامع النبي شيت، يقول الطبيبان المختطفان اللذان شهدا جريمة قتلها انهم ــ أي داعش ــ اعتدوا عليها وعذبوها وقطعوا بالسكين لسانها واذنيها وثدييها ثم بعد ذلك قطعوا رأسها .

اية بربرية هذه مقابل صمود اسطوري تحلت به هذه العراقية النجيبة، وأي موقف بطولي يستحق التقديس قدمته لنا هذه المرأة الاسطورة، للأسف يغيب هذا الموقف عن اهتمام الرأي العام والدوائر الاعلامية والفنية وينشغل في ملاحقة اخبار شخصيات نكرة جاءت بهم الصدفة ليتربعوا على عرش النعم والثراء والسلطة ولم يقدموا غير الدمار والخراب ولكنهم ومن خلال الاعلام المأجور والكاذب نالوا حظوة ووجاهة مجانية سيظهر زيفها عاجلا أم آجلا .

***

ثامر الحاج امين

في المثقف اليوم