أقلام حرة

العمر والشعر!!

هل للعمر علاقة بما يكتبه الشعراء؟

من وجهة نظر علمية يكون الجواب: "نعم" !!

فالعلاقة بين الطبيعة الهرمونية البدنية وتوجهات الدماغ ذات معطيات واضحة، وبتقدم العمر تقل نسبتها  وتتسبب بتغيرات تؤثر على الشخص.

ومما يلاحظ أن بعض النصوص المنشورة، تضع القارئ في حيرة وتشويش، لأنها لا تعكس الحالة الذاتية لكاتبها، فتجد بعض القصائد العاطفية تكتبها أقلام تجاوز أصحابها العقد السادس من العمر بكثير.

فتتعجب كيف يكتبون بمداد الإيروتيكية الرغبوية الفاضحة، وهم الذين عليهم أن يدوّنوا تجربتهم العميقة مع الحياة وما أدركوه فيها وتعلموه منها.

هذه الكتابات كاذبة وخالية من القوة العاطفية الإنفعالية الحماسية المدوية في أعماق الشباب.

بعض شعراء الحب المعروفين، تطوَّرت كتاباتهم بتقدم العمر، وأصبحوا يتناولون موضوعات إنسانية بعمق إبداعي وتأثير إنساني مبين.

إن ظاهرة " عودة الشيخ إلى صباه" تبدو واضحة في بعض ما يُنشر على أنه شعر.

إن العلاقة بين ذات الكاتب المتفاعلة مع وجودها الإنساني بحرارة وصدق تمنح طاقات الإبداع الأصيل، اما الكتابات المحشوة بالخيالات الفنتازية فلا صلة لها بحياة الكاتب.

فالكتابة الحقيقية نابعة من أعماقه المتفاعلة بحرارة مع موضوعها، لتقدم نصا بقيمة إبداعية وقدرة على الإلهام والتحفيز للرؤية ببصيرة أثرى.

فهل لنا أن نكتب بصدق؟!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم