أقلام حرة

عمرو بن لحي أول حداثي عربي

كثير من المثقفين والمفكرين العرب عندما اكتشفوا الحضارة الغربية واحتكوا بها عن طريق الدراسة في جامعاتها ومعاهدها عادوا إلى بلدانهم منبهرين رافضين لكل القيم التي تحملها مجتمعاتهم فانطلقوا مبشرين بالفلسفات الغربية المادية ودعوا إلى التحرر من الدين وقيمه و ادعوا أنه سبب تخلف المجتمعات العربية فبشروا بالديمقراطية الغربية واليبيرالية والاشتراكية.. والنتيجة مزيدا من التخلف هل هؤلاء المبشرون الجدد بفكر غير فكر امتهم هم الأوائل في الاستلاب الحضاري.. فالمتأمل في تاريخنا الإسلامي يجد أن اول عربي انبهر بالآخر وعاد إلى قومه يحمل أصناما مادية وفكرية ويدعوهم إليها دون تفكير واع فهذا المستلب حضاريا هو "عمرو بن لحي" فإليكم قصته كما جاءت في ويكيبيديا:

"حين قدم عمرو بن لحي بلاد الشام فرآهم يعبدون الأصنام والأوثان من دون الله، وكانت الشام آنذاك محل الرسل والكتب السماوية، فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: ألا تعطوني منها صنما فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه؟ فأعطوه صنماً فجلبه معه وأما صنم هبل فكان لبني كنانة و قريش وقد ذُكر عنه أنه كان له رئي من الجن، فأخبره أن أصنام قوم نوح ـ ودًا وسواعاً ويغوث ويعوق ونسراً مدفونة بجدة، فأتاها فاستثارها، ثم أوردها إلى تهامة، فلما جاء الحج دفعها إلى القبائل، فذهبت بها إلى أوطانها.

فأما ود: فكان لكلب، بجرش بدومة الجندل من أرض الشام مما يلي العراق. وأما سواع: فكانت لهذيل بن مُدْرِكة بمكان يقال له: رُهَاط من أرض الحجاز، من جهة الساحل بقرب مكة وأما يغوث: فكان لبني غطيف من بني مراد، بالجُرْف عند سبأ. وأما يعوق:فكانت لهمدان في قرية خَيْوان من أرض اليمن، وخيوان: بطن من همدان. وأما نسر: فكان لحمير لآل ذى الكلاع في أرض حمير.

وهكذا انتشرت الأصنام في جزيرة العرب حتى صار لكل قبيلة منها صنم، ولم تزل تلك الأصنام تُعبد من دون الله، حتى جاء الإسلام، وبُعث محمد بن عبد الله، فقام بتطهير البيت الحرام من الأصنام، وبعث السرايا لهدم البيوت التي أقيمت للأوثان، فبعث خالد بن الوليد لهدم بيت العزى وهي الطاغوت الأعظم لدى قريش بمنطقة نخلة، وبعث سعد بن زيد لهدم بيت مناة التي كانت على ساحل البحر الأحمر، وبعث عمرو بن العاص إلى سواع التي تعبدها هذيل، فهدمت جميعها".

وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم مصير هذا المستلب الإمعة كما جاء في صحيح البخاري

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رأيت عمرو بن عامر الخزاعي يجر قصبه –أمعاءه- في النار، فكان أول من سيب السوائب)، وفي رواية: (أول من غير دين إبراهيم)، والسوائب - جمع سائبة - هي الأنعام التي كانوا يسيبونها لآلهتهم فلا يحمل عليها شيء.

هاهي نتيجة كل مستلب ستتحطم أفكاره وأصنامه الإيديولوجية ويرحل غير مأسوف عليه، وتبقى قيم الدين الإسلامي السمحة تشع نورا في القلوب و تنتشر في بقاع العالم فلا تكن أيها المثقف المفكر مثل عمرو بن لحي تجتر أفكارا غريبة عن مجتمعك بدعوى الحداثة والتقدم والعصرنة و كأن هذا الدين الإسلامي العظيم يعادي التقدم والحضارة ..كن سندا لأمتك في نهضتها وسيرها في طريق التقدم والسؤدد.

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية:

شدري معمر علي

 

في المثقف اليوم