أقلام حرة

الفوضى الخرّاقة!!

الخرّاقة: المُمزِّقة

مصطلح الفوضى الخلاقة لم يكن جديدا، بل إنطلق للعلانية في مطلع القرن الحادي والعشرين، وكان العمل بموجبه في السر  ونتائجه في العلن، وفاتحة التعبير العلني عنه، فيما جرى للعراق عام (2003)، فوضِعَ الدستور المتوافق معها.

أي أن الفوضى الخلاقة صار التعبير عنها بدستور وقوانين، ولديها أحزاب وفئات ومجاميع تترجمها بعنفوان شديد.

وإستوفت شروطها العملية الدامية المدمرة للألفة المجتمعية، وإجهازها على معاني الوطن والمواطنة والوطنية.

وكانت تتمثل فيما يمكن توصيفه بالفوضى الخلاقة الناعمة، وهي آلية تفاعلية إنطلقت بهدوء منذ منتصف القرن العشرين، فأوهمت الأقلام أن عليها ممارسة حرية الإبداع، وتثور على مرتكزاتها الإبداعية الأصيلة، وتكون تابعا مخلصا للإبداع الأجنبي، فانطلقت دعوات التجديد والحداثة وما بعدها.

وبموجب ذلك أصيبت الأمة بفوضى الإبداع ، وإنقطاع التواصل بين الجذور والأغصان، وصارت العديد من التوجهات والأساليب دخيلة، ويتحقق تسويقها إعلاميا وصناعة رموزها الضروريين لإدامة الفوضى الفكرية.

وما جاءت به إضطرابات وتحمس للهدم والإمحاق، وإعتبار الأصيل منبوذا، والدخيل قوة تنفع العصر وتديم آليات الإنطلاق الأبعد نحو المجهول.

فساهم الإبداع الفوضوي بتأهيل النفوس، وتعزيز الفوضى الشاملة وتمييع الحالات، وإسقاط المسؤولية وتدمير الذات والموضوع، وإخراج الأمة من كينونتها الإنسانية، وتحويلها إلى عالة على الآخرين.

وأصبحت الأقلام تتراكض خلف إبداع الدول المتقدمة، وكل يحسب أنه إمام المبدعين.

وكل قلم عليها فان، والساجر والمسجور في تنور الإمتهان!!

***

د. صادق السامرائي

 

في المثقف اليوم