أقلام حرة

إمة أختلفت حتى في موعد مولد نبيها

في التاريخ الهجري الإسلامي هناك مناسبات دينية كثيرة أهمها على المطلقية ذكرى ولادة خاتم المرسلين محمد ص وهذه مناسبة لها الصدارة في ذاكرة مليار مسلم أو أكثر في كل أصقاع المعمورة.. في وطننا العراق الجريح المنسي الجراح.. وقبل وبعد الاحتلال تبتهج الناس بمَقْدَ م شهر ربيع الاول لان فيه ذكرى الولادة فتجد مدنا عراقية – بغدادية خاصة ترفل بنشر اللافتات والزينة الضوئية بتكنلوجيتهاوالحُلل والشعارات والنشرات والأعلام المتميزة بحب الرسول وكانت الاعظمية خاصة تشهد كل عام نشاطات دينية متميزة إحتفاءا بهذه المناسبة فتخرج العوائل قاطبة لمرقد الإمام النعمان بن ثابت وحوله تشعل الشموع في صواني مع نبتة الياس ذات الرائحة الزكية.. مزدانة بالحلوى..ببهجة مرئية محسوسة كنت شخصيا أحضرها لسنوات مع ضرب الدفوف الجميل وفرق الدرباشة القادمة من الفلوجة والرمادي وسامراء وغيرها وتصدح القصائد ببهجتها الحزائنية مع اجواء الفرح بحب الرسول ص ومولده. وردتني السنة، رسالة على الموبايل الخاص وهي ممارسات مابعد سنوات القحط الحصارية يقوم بها العراقيون على إختلاف مذاهبهم ومشاربهم ولكن مالفت نظري وجود نبرة لاتتناسب مع بهجة المناسبة التي يحترمها كل إنسان وعندما أشطّر تفاصيلها وأسطرها أجد ان لمسات تكوينها الصياغية غير تلقائية...[سنصلي على سيدنا محمد صلاة مليارية،إنْ! لم ترسلها قطعت الحملة!! صلي عليه 10 مرات وارسلها ل10 أشخاص تكسب100 مليون حسنة! لاتدع شيطانك يحرمك هذا الأجر!!] اما كان لمكّون الرسالة المجهول ان يجد صياغة أفضل برعما متناسبا مع رحيق المناسبة العطر؟ مع ضخامة المبالغة! في كسب 100 مليون حسنة؟ ثم محاصرة المتلقي في زاوية الحلبة! بإن شيطانه؟!! سيحرمه من هذا الأجر! هل يحتاج الواحد منا المحب للانسانية جميعا أن يكون جزءافي بوتقة الاشتراط اللاعقلاني في مناسبة هي من اعبق وأعمق مناسبات البشرية ذكرى ولادة الرسول الاعظم ص. ثم اعود وليس للتقصي عن إختلاف غريب عجيب في تاريخ مولد الرسول عند المسلمين فالروايات من آهل السنة تشيرلتاريخ لولادته في 12 ربيع الأول{ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 أو 571 ميلاديًا و52 ق هـ} بينما الروايات عن الشيعة تشير لموعد 17 ربيع الأول! وحتما هناك تاريخ واحد صحيح 100% وهناك تاريخ مزيف 100%!لا أقف ولا أريد التوقف أبدا عن روايات التأكيد الحقيقية لتاريخ الولادة الصحيح... ولكن؟ أليس من الغريب الأغرب؟! أن الامة الإسلامية المتفقة على حب نبيها الأعظم ...مختلفة! حتى في موعد ولادته الميمون؟ كم نحن بحاجة نفسية لوحدة التاريخ البهيج على الأقل؟ ولكن لاحياة لمن تنادي.

***

عزيز الحافظ

في المثقف اليوم