أقلام حرة

التسويغ والارتياب

أن المشكله التي يقع فيها الأنسان في محاولته لتقصي الحقائق هي عدم أختيار المدخلية المناسبة للمعرفة لذلك فأنه يقع في قبضة المتناقضات في حيثيات الموضوع من ثم في قبضة الشك في كليات الموضوع  سأضرب مثالاً . لو طرحت سؤالاً وهو هل أن الثورة الفرنسية حقيقة واقعية ؟.. بمعنىٰ هل أنها حصلت فعلاً  !؟ فأنك ستحصل على' جواب متطابق ب نعم ربما الىٰ ما لانهاية، كذلك فإن لو تسأل هل نجحت هذه الثورة في أسقاط الحكم الملكي وأقامة الجمهورية ؟ فأنك ستحصل علىٰ نفس النتيجة من الأجوبة المتطابقة وهذا مايُسمىٰ (الموضوع) وهي الحقيقة الكُلية ولكنك ما أن تذهب   الى' حيثيات الموضوع في النقل التأريخي ووصف ماحدث ستجد فيه أختلافاً كثيراً وستفقد ذلك التطابق في مايخص حيثيات ذلك الموضوع، هذا بالضبط مايحصل على مستوى كل النقولات التاريخية للأحداث والحوادث  السياسية والأقتصادية والدينية ذلك ان التفاوت في الأفهام والنوايا والبيئة المنتجة للحدث التأريخي ولمن أرخ له وأسقاطات الفعل السياسي والعامل الأقتصادي على' المؤرخ ستؤدي الى' أنتاج متفاوت في جودت النقل وصحتة،  وهذا التفاوت من الطبع البشري وليس غريباً عنه لذلك فأن مدخلية المعرفة في التعاطي مع  الروايات التاريخية ومنها الدينية على وجه الخصوص  هي المدار في الوقوف على صحة النقل وبدون ذلك سيقع أي باحث في معضلة من أثنتين

الأولى': أنه سيضطر الى' (تسويغ) التأريخ بأضفاء القدسية على نصوصه

للتغطية على' المتناقض منه وذلك بسبب ضعف شخصية المؤرخ

ثانياً: اِن كانت شخصيتة قوية فأنه سيُخشى' عليه من السقوط في (الأرتياب)، لذلك فأن المدخلية المناسبة والاَمنة هي اتباع القواعد العامة للأسلام وهي واضحة جلية لاتقبل الشك والريب.. حيث أن كل ما يتعلق بالرسول والرسالة والأيمان والكفر والعدل والظلم والأستقامة والزيغ والأولى فالأولى' والظاهر والباطن وكل ما يخطر ببالك من أسئلة ستجد قواعدها العامة موجودة في كتاب الله من مثل القاعدة العامة التي تصف النبي محمد  ص: (أنك لعلى' خلق عظيم) ان هذه القاعدة تُسقط كل الروايات التي تصف النبي وسلوكه بما يتناقض مع هذه القاعدة  هذا مثال فقط طبعاً انا هنا لا أدعوا الى' أهمال السنة النبوية بل العكس وهو أن نفهم السنة من خلال القواعد العامة للقران، وبذلك تكون الرواية هي الموضوع والقران هو المعيار لهذا موضوع.

***

فاضل الجاروش

في المثقف اليوم