أقلام حرة

المنابر والقرآن!!

الذين يعتلون المنابر في عصرنا، ويلقون الخطب المسماة دينية، لا يستشهدون بالآيات القرآنية، ويكاد القرآن أن يكون غائبا في خطبهم، ويركزون على حوادث وأشخاص يؤججون فيها عواطف المستمعين ويثيرون أمّارات السوء التي فيهم.

وهي ظاهرة متكررة، بلا تفسير مقنع، لكنها واضحة للعيان، ولو بحثتم في الخطب المتداولة كل يوم جمعة وفي المناسبات فلن تجدوا آية قرآنية، وتميل إلى العدوانية وتأليب النفوس على بعضها بإسم ما تددعيه دينا.

وترفع رايات " لساني عليك وقلبي معك"، وبموجب ذلك تدهورت الأحوال، وما تحقق ما ينفع الناس، وتأكد التنويم والتخنيع، والإرتهان بالسمع والطاعة.

الكثيرون يرون ما يرونه في هذا الشأن، ويفسرون كما يتصورون، ولا موجب للدخول في متاهات لا طائل من ورائها، وعلينا أن نتساءل: هل أن القرآن بات مهجورا؟

لوسألت أصحاب المنابر عن آيات القرآن لتعجبت من أميتهم وعدم قدرتهم على فهمها، ويجيدون ترديد بعض الآيات القصار، ولا يمكن القول بأن فيهم مَن يحفظ القرآن، لأن الإناء ينضح بما فيه، ولو أنهم من حفظته، لرأينا ذلك في خطبهم الخالية من آياته.

ويبدو أن الأمية القرآنية مقصودة لتمرير أجندات وتطلعات أنانية وفئوية لا تخدم أحدا، بل تستحضر الإذلال والتبعية والخنوع لإرادات الآخرين الطامعين بالبلاد والعباد.

وهكذا تجد الأحوال من سيئ إلى أسوأ، ومن فسادٍ إلى أفسد، والطالح فالح، والصالح طائح، وتلك لعبة الإستعباد بالدين، والإستحواذ على مصائر وحقوق الآخرين.

فهل جعلوا القرآن عضين؟!!

***

د. صادق السامرائي

في المثقف اليوم