أقلام حرة

كيف تقرأ التاريخ بمنهجية ووعي؟

قال أمير الشعراء أحمد شوقي في بيت جميل يبين فيه أهمية وفائدة قراءة التاريخ:

اقرأ التاريخ إذ فيه العبر**ضاع قوم ليس يدرون الخبر

فالإنسان المتبصر الحكيم يبحر في عوالم التاريخ وأحداثه ليستلهم تلك الحياة العظيمة التي صنعها الكبار من السياسيبن والقادة وأهل الفكر فيستفيد من تجاربهم وخبراتهم لينطلق من جديد في بناء حاضره وحاضر أمته وهذه القراءة المتبصرة تكون بوعي وبأدوات وبانتقاء المصادر الحقيقية لأن كثيرا من الأعداء ديدنهم تشويه ذاكرة الشعوب وتحطيم عظمائها ورموزها فالأمة بلا رموز ولا شخصيات تاريخية عظيمة هي لا شيء ..

فلا نستغرب من حرب تشويه الذاكرة التي يشنها بعض من لا يملكون أدوات قراءة تاريخية نزيهة بل يخدمون إيديولوجية المستمدر .فقراءة التاريخ علم له أهله ودارسوه ..

فالكاتبة رندة عطية تقول :"بحسب ابن خلدون فإن للتاريخ وجهان، ظاهر وباطن، فظاهره يخبر عن الأيّام والدول والسوابق من القرون الأولى، وتنمو فيها الأقوال والأمثال المضروبة، فيما يتعلق باطنه بالنظر والتدقيق وتعليل الكائنات والعلم بكيفيّة الوقائع وأسباب حدوثها، وبذلك ووفق رأيه يكون التاريخ عريقاً وعميقاً وجديراً بأن يكون علماً يوقفنا على أخبار الأمم الماضية وأخلاقها وسير الأنبياء والملوك في سياساتهم ودولهم"(1).

وحسب الدكتور خالد الخالدي لقراءة التاريخ منهجية وطريقة نستضيء بها في رحلتنا حتى نستفيد من هذه القراءة  منها:

أولاً: لا بد للمقبل على  قراءة التاريخ من إدراك الفوائد العظيمة التي تعود على قارئه؛ إذ سيضيف قارئ التاريخ إلى تجربته تجارب ملايين الأشخاص، وآلاف السنين

ثانيًا: يجب أن يُقرأ التاريخ بقصد الاعتبار، والإفادة منه للحاضر، لتُقلَّد تجارب الصواب،وتُتَجنَّب الأخطاء. وهو منهج القرآن الكريم في استخدام التاريخ.

ثالثًا: يجب أن يعلم القارئ في التاريخ أن كثيرًا من الأخبار الواردة في المصادر التاريخية غير صحيحة، فهناك من تعمَّد تسجيل الروايات الكاذبة في كتابه خدمة لمذهبه السياسي أو الديني، كالمسعودي.

رابعًا: هنا كمعايير تُميَّز بها الروايات الكاذبة من الصحيحة؛ فمثلاً: لا تقبل الروايات التي تتحدث عن أخبار لا يقبلها العقل السليم، ولا تتفق مع المنطق

خامسًا: الكتب التاريخية التي ألفها محدِّثون أكثر صدقًا ودقة من الكتب التي ألفها أدباء ومؤرخون لا علاقة لهم بعلم الحديث وعلم الجرح والتعديل(2)..

عندما نضع هذه الاعتبارات والمقاييس ونتبع المنهجية المناسبة في قراءة التاريخ لحظتئذ نستفيد من قراءتنا في فهم واقعنا وبناء مستقبل وطننا ..أما القراءة المجزأة، قراءة قصاصات الجرائد ومصادر المستشرقين المزيفة والتي تخدم أجندة الأعداء هي وسيلة لإيقاظ الفتن وإشعال حرب العنصرية والتفرقة فعلى هؤلاء أن يتركوا التاريخ لأهله ..

***

الكاتب والباحث في التنمية البشرية

شدري معمر علي

......................

المراجع:

1-  رندة عطية، بعد أن صار مطية للأهواء الشخصية، كيف نقرأ التاريخ ؟ موقع ن بوست.

2-  د.خالد الخالدي، كيف نقرأ التاريخ؟، موقع قصة الإسلام ..

 

في المثقف اليوم