أقلام حرة

الإنفجار الأوروبي من الداخل.. كيف وصلت أم البشرية إلى هذا الإنهيار المذل؟

بقلم: توب وير

د. الطيب بيتي العلوي

***

"الإمبريالية حضارة أوروبية خالصة، ذاك مصير الغرب في هذه الظاهرة التي لا رجوع عنها. الإنسان المثقف الغربي له طاقته الدافعة في الداخل، التي تدعم تفوقه علىالآخرين). والرجل المتحضر الغربي (مغرق في نرجسيته) لا يرى سوى ذلك. "من كتاب: انحدار الغرب (1918) لأوزوالد شبنجلرLe Déclin de l'Occident (1918) de Oswald Spengler

فيما يلي: ترجمة نصية لمقال نشره الموقع الكندي المشهور"les 7 du Québec" يومه السبت 18 من أكتوبر 2022 تحت عنوان": حتجاجات حاشدة تجري في برلين وفيينا وبراغ وباريس ومدن أوروبية أخرى".

يقول كاتب المقال الذي يمضي مقالاته باسم مستعار هو Top War.(وسنوضح في تعليقاتنا القادمة عن السبب): "في سبت الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2022 اجتاحت المسيرات المناهضة للحكومة عواصم العديد من دول الاتحاد الأوروبي في وقت واحد:

- تجري أكبر المظاهرات في برلين - أمام مبنى البوندستاغ، وكذلك في الجزء الأوسط من براغ. وخرج المتظاهرون الألمان في مسيرة رافعين لافتات كتب عليها "أعطونا الغاز والنفط الروسي" و "حكومة شولز = إدارة بايدن".

وفي العاصمة التشيكية، توالت بشكل منتظم المظاهرات بعضها البعض لعدة عطلات نهاية أسبوع متتالية، تطالب حكومة" بيتر فيالا" باستقالة فورية . وكان فيالا نفسه قد وجد سابقًا وصفة بسيطة غبية للرد على عشرات الآلاف من المواطنين المحتجين. حين قال:" فقط أولئك الذين "تستخدمهم موسكو" هم من يذهبون إلى التظاهرات."فصعّد المتظاهرون من لهجة شعاراتهم يرددون: "نحن بحاجة إلى حكومة تشيكية، وليس حكومة أوكرانية أو ألمانية أو بروكسل أو حكومة أمريكية."

كما تجري منذ مدة مظاهرات في العاصمة النمساوية حيث يمكن رؤية العديد من الأعلام الروسية.، يطالب فيها المتظاهرون المستشار" نهامر" بالتخلي عن المواجهة مع روسيا واستئناف العلاقات البراغماتية. لصالح الشعب وليس لصالح "كييف و البيت الأبيض"

- الفكرة المهيمنة للإجراءات في دول الاتحاد الأوروبي هي احتجاج على النمو المستمر للتضخم (في ألمانيا، لأول مرة منذ بداية الخمسينيات من القرن الماضي):

الأسعارالباهظة للكهرباء والغاز، بلغ معدل التضخم في جمهورية التشيك في أغسطس 17.24٪ على أساس سنوي، وهو ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما كان عليه في عام 2021. ومع ذلك، حتى الآن يتم تجاهل هذه الإجراءات ببساطة من قبل النخب الأوروبية، الذين يواصلون العمل من أجل مصالح سيد ما وراء البحار !

وأضاف كاتب المقال:"

وفي فرنسا-عاصمة التنوير والأنوار-(إضافة من المترجم)، عند كل سبت منذ بداية الأزمة الأوروبية على الأرض الأوكرانية- كان المتظاهرون الباريسيون بالآلاف (تحت تأثير ذوي السترات الصفراء الذين كتبت في شأنهم عدة مقالات-إضافة من المترجم) يسيرون ضد غلاء المعيشة، وفي اليوم التالي ليوم الأحد: واستجابة لدعوات من اليسار والأحزاب السياسية الوطنية الغير يسارية،نظم آلاف المتظاهرين يطالبون بزيادة الأجور، وفرض ضرائب أكبر على الأرباح غير المتوقعة للمليارديرات (من أصدقاء النظام- إضافة من المترجم) و المطالبة بإجراءات أخرى للتخفيف من تأثير ارتفاع التضخم. حيث أضطرالنقابيون إلى الإنضمام إلى التظاهرات الشعبية للضغط على الرئيس إيمانويل ماكرون لإجباره على الإستقالة !

-يطالب المنظمون للمظاهرات الشعبية في فرنسا-عند كل يوم سبت (التي ظل يقودها دائما الرموز الشعبية الفرنسية من ذوي السترات الصفراء الذين لا ينتمون إلى إي حزب سياسي ولا يمثلون أي إيديولوجية محددة – إضافة من المترجم) بتجميد أسعار الطاقة والسلع الأساسية والإيجارات،ويعارضون إصلاحات المعاشات التقاعدية المقترحة ويدعون إلى استثمارات ضخمة لمعالجة أزمة المناخ...!!. "ويضيف كاتب المقال -الذي لم يكشف عن إسمه:"يا له من عار على هذا البلد!

و خلال المسيرة، أطلق "جون ميلونشون "السياسي الاشتراكي اليساري والمرشح الرئاسي السابق في إنتخابات الرئاسة هذا التصريح: "كان هناك 12 مليون شخص يعانون من البرد الشتاء الماضي، وربما أكثر من ذلك في القريب العاجل"، كما قال، وألقى باللوم على حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون."وأضاف ميلونشون:"إنها فوضى الماكرونية (نسبة إلى ماكرون! التي كتبت في شأنها مقالات في السابق)

أكد المنظمون للمظاهرات أن أكثر من 140 ألف متظاهر شاركوا في مسيرة. (لكن الإعلام الرسمي الأجير والمسير والممول من 7 مليارديرات من " الأغبياء المفيدين للبيت الأبيض " ينكر ذلك ! وكل القنوات الفرنسية وصحافتها العالمية المشهورة -اليساراروية المزيفة- التي تربو علي العشرات تحجب الأرقام الحقيقية ولا تقوم بإذاعة التظاهرات على الشعب الفرنسي -إضافة من المترجم !)- لكن شرطة باريس قالت إنه ليس لديها تقديرا فوريا لحجم الحشود الكثيفة التي تلوح بالأعلام والتي ملأت الساحات الوطنية المشهورة والشوارع الضخمة الباريسية !

رافقت التظاهرات في باريس حوادث التخريب، حيث تم إحراق علب القمامة وتحطيم صرافى البنوك، وواجهات بعض المحلات التجارية ذات الرموز " الرأسمالية المتوحشة" !

المشاركون الرئيسيون في هذه التظهرات هم معظمهم من العمال المُحقَّرون من " النظام" من عمال المصافي وعمال صيانة محطات الطاقة النووية، وعمال النظافة، الشركة الوطنية للسكك الحديدية ووصائل النقل الحكومي !

ويضيف كاتب المقال:"هذا الإضرابات الأوروبية مشروعة ! فلم تكن فقط من كانت نضالا من أجل زيادة الأجور- (هذا أمر قد تجاوزته اليوم الجماهير الأوربية- إضافة من المترجم)-، "لأننا اليوم نكافح من أجل العيش، وليس من أجل البقاء "، كما صرح إلودي نيس المتحدث باسم منظمة البيئة Alterniba "،.

كما أن حكومة ماكرون تتخندق اليوم ! فقط في موقف دفاعي في البرلمان، حيث خسرت أغلبيتها في الانتخابات التشريعية في يونيو الماضي. وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة على تحالف ماكرون الوسطي في تنفيذ أجندته، وتثبت المناقشة البرلمانية لخطة ميزانية الحكومة للعام المقبل صعبة التحقيق للغاية !..(.هذا فيما إذا بقيت هذه الحكومة ولم تتطور الأحداث إلى الأسوإ كما هو واضح اليوم- إضافة من المترجم)… إنتهى المقال وترجمته النصية. !

وسأقوم بتعليقي على المقال-مثل العادة- في مبحث قادم مستقل، التي ستكون بمثابة محاورأساسية لقضية " الإنهيار الغربي الحتمي" - إعتبارا وتوسيما وإستشكالا !

وأختتم هذه الترجمة لمقولة فلسفية لفيلسوف فرنسي شهير عقلاني ومستبصريتم تجاهله - من"متدكترينا في الثقافة والتفلسف الغربي- مثل معظم حكماء الغرب الحقيقين وهو: "جول باربي داو Jules Barbey d'Aurevilly، الذي قال:" ومع ذلك، فإن جرائم الحضارة الغربية المتطرفة هي، بالتأكيد، أكثر فظاعة من جرائم البربريات المتطرفة بحقيقة صقلها ( المنظم و المرصع)، والفساد" المعقلن" الذي يفترضونه، ودرجة تفكيرهم (المتعالي ) الأعلى -المتفرد-".

***

..........................

* من كتابه: ( الشيطانية ) عام 1874، إصدار دارنشر Gallimard، coll.، 2003)، ص. 296).

 

في المثقف اليوم